منشور
الخميس 13 يوليو 2023
- آخر تحديث
الخميس 13 يوليو 2023
أنكر رئيس مباحث مركز براني في مرسى مطروح الرائد أحمد الديب، إصدار أي تعليمات للضابط المتهم بقتل الشاب فرحات المحفوظي، مرددًا عقب الواقعة يوم أمس اﻷول، وأمام تحقيقات النيابة أمس، "أنا ما قولتلوش اضرب"، بحسب شاهدي عيان من مطروح، وعادل المحفوظي٫ شقيق القتيل.
وأوضح شاهدا العيان، اللذين تحدثا للمنصة، أن الديب ظل يسأل الضابط المتهم "مين اللي قالك تضرب؟"، فيما قال عادل المحفوظي ٌن رئيس المباحث كرر الكلام نفسه أمام النيابة، التي استمتعت بدورها إلى أقواله في جلسة تحقيق عقدتها داخل مستشفى براني، وامتدت نحو 4 ساعات، مؤكدًا أنه تمسّك بسعيه للحصول على حق شقيقه عبر الطرق القانونية "قولتلهم عايز دم أخويا".
وقُتل المحفوظي، الثلاثاء، بثلاث رصاصات أطلقها نحوه ضابط شرطة بمنطقة براني، وعقب الحادث شهد محيط قسم شرطة براني "حالة من الهرج" إثر تجمهر العشرات من الأهالي، وشباب القبائل ممن نددوا بالقتل. وشيّع العشرات من أهالي مدينة براني جثمان القتيل، ظهر أمس.
وحتى الآن لم تصدر وزارة الداخلية أي بيان بشأن الحادث الذي مر على وقوعه ثلاثة أيام.
وأضاف عادل المحفوظي للمنصة أنه سلّم النيابة تفريغًا كاملًا لمحتوى ما سجلته كاميرات المراقبة المثبتة في معرض السيارات المملوك لشقيقه، والذي يظهر أن الحملة كانت تضم 3 سيارات أمن، تسير باتجاه مكان تواجد شقيقه في مخازن مملوكة له خلف معرض السيارات، مضيفًا "مرة واحدة العربيات وقفت، وأخويا طلع من المخزن، مافيش دقيقة الظابط ضربه بالنار من على مسافة 4 أمتار.. دا اللي حصل".
وبدأت النيابة العامة بمطروح تحقيقاتها في الواقعة، وانتقل فريق منها لمعاينة موقع الحادث، وتحديد المسافة بين موقع وقوف الضابط، وبين موقع سقوط الضحية، وأمر النيابة بالتحفظ على فوارغ الطلقات التي تم تحريزها، كما تم التحفظ على سيارة الضحية وإثبات ما بها من آثار طلق ناري.
واستمعت النيابة داخل المستشفى إلى أقوال شقيق القتيل، ونجله الصغير الذي حضر الواقعة، إضافة إلى 4 شهود آخرين ممن شاهدوا الواقعة، كما استجوبت عددًا من ضباط الشرطة المشاركين في الحملة الأمنية، وفي مقدمتهم رئيس مباحث براني.
الواقعة مسجّلة
وأشار شقيق القتيل إلى أن الفيديو يظهر أيضًا أن الضابط المتهم حاول توقيف شقيقه، الذي أصابه الخوف من منظر الحملة، ولم يستجب لطلبه بالوقوف "فضربه بالنار قدام المعرض على جنب الطريق"، على حد وصفه.
ولم يخفِ المحفوظي ما لمسه خلال التحقيقات من تعامل جاد مع الواقعة من فريق النيابة، عبر اعتماد الرواية التي أظهرتها تسجيلات كاميرات المراقبة، وإثباتها في محضر التحقيق، وقال "الرواية اللي في الكاميرا هي اللي اتحطت".
6 طلقات
وأضاف "النيابة جات وشافت الكاميرا بنفسها وشافوا الدم مكان ما وقع، وشافوا العربية، وكل حاجة ماشية بالظبط"، مؤكدًا أن النيابة حصرت أيضًا إجمالي الفوارغ التي أطلقت على شقيقه والسيارة، والتي تبين أنها لست طلقات استقرت ثلاثة منها في جسد القتيل.
وتابع أن شقيقه لم يسبق اتهامه في أي قضايا من قبل، وأن جهات التحقيق سواء في النيابة العامة أو وزارة الداخلية يمكنها التأكد من ذلك، وقال "مفيش عليه حتى تحري واحد، وعمره ما دخل القسم ولا بيّت ليلة واحدة فيه".
نصف ساعة نزيف
وحول المرة الأخيرة التي رأى فيها شقيقه وتواصل معه، قال المحفوظي "أنا مكنتش موجود وكلموني قالولي اللي حصل فرجعت، الحادثة حصلت الساعة 6 المغرب، و شوفته وهو لسه واقع على الأرض بعد ما ضربه الضابط بالنار، وأنا نقلته بالإسعاف، والضابط ضربه وكان قاعد جنبه هو وباقي الحملة حتى ما طلبوش له الإسعاف، وقعد نص ساعة ينزف ومرمي على الأرض عقبال ما تم نقله للمستشفى".
وأردف المحفوظي، ويسمع بجواره أصوات المُعزْين، "وقتها فرحات قال لي جملة واحدة وبعدها ما نطقش خالص، قال لي ما تسيبش حقي يا أخوي، اللي ضربني الظابط أبو شنب". وتابع "إحنا مش عايزين غير حقنا بالقانون، أخويا سايب 5 أطفال لا يتجاوز أكبرهم 10 سنوات".