إسرائيل تقر إجراءات جديدة على الحدود مع مصر.. وخبير: "تعليمات عادية"

أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إجراءات وتعليمات جديدة للجنود على الحدود المصرية، تضمنت أنه حال ورود بلاغ عن أي تحرك غير معتاد لجندي مصري، "يجب أن يتم التعامل معه على أنه هجوم مُحتمل"، وهي الإجراءات التي اعتبرها خبير استراتيجي مصري "طبيعية ولا تشير إلى أي نوع من الاشتباك".

وجاءت التعليمات في أعقاب الحادث الحدودي الذي وقع في 3 يونيو/حزيران الجاري، وأدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين، وإصابة رابع، إضافة مقتل إلى الجندي المصري محمد صلاح.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، ركزت التعليمات الجديدة للجنود الإسرائيليين، على "منع الاقتراب من السياج الحدودي، وفي حال ورود بلاغ عن أي تحرك غير معتاد لجندي مصري، يجب أن يتم التعامل معه على أنه هجوم مُحتمل، ويجب إرتداء الخوذة فورًا والاستعداد لإطلاق النار".

وأوضحت الإذاعة في القرارات الجديدة التي نشرتها مواقع إسرائيلية، أنّ "الافتراض الحالي، بالنسبة للجنود الإسرائيليين، هو أن الجنود المصريين لم يعودوا محل ثقة، وما حصل من شرطي مصري واحد قد يتكرر مرة أخرى".

وفي السياق، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، أن التعليمات الصادرة من إذاعة جيش الاحتلال في هذا الشأن "طبيعية"، وقال إن "التعليمات دي معمول بيها عندنا وفي أي دولة في العالم، أي مجند شاف حد بيخترق الحدود بيضرب بالنار، هما بس ‏زودوا الكلام ده علشان يغطوا على المشكلة والقصور الأمني اللي حصل عندهم".

وأضاف فرج للمنصة، أنه يتصور أن تنفيذ تلك التعليمات سيتم حال تكرار واقعة الحدود الأخيرة، ودخول مجند مصري للأراضي المحتلة ليس إلا، "إنما الاقتراب من باقي الحدود مافيش منه مشكلة ما دمت داخل أرضك".

ونفى فرج أن يكون المقصود بتلك التعليمات هو الاشتباك مع أي مجند مصري يقترب من السلك الشائك أو الشريط الحدودي، مستطردًا "هو من حقه اعتبار أي حد يدخل أراضيه عدو".

وأشار في الوقت نفسه إلى أن ذات التعليمات معمول بها لدى الجانب المصري؛ بدليل "أن المجند محمد صلاح، حينما تفاجئ بحركة بمتسللين على الحدود أعقبها إطلاق نار تجاهه تتبع مصدر النيران إلى داخل الحدود وتعامل معه".

ومن جهته، قال أستاذ القانون الدولي والخبير في الشؤون الأمنية الفلسطيني رائد نجم، للمنصة، أنّ الحادثة الأخيرة على الحدود المصرية-الإسرائيلية، أثبتت وجود حالة من الهشاشة في الوضع الأمني الإسرائيلي، ونتيجة لما حدث، "قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي مراجعة الإجراءات الأمنية المتبعة، وبناءً على مراجعته قرر اللجوء إلى وضع قواعد اشتباك جديدة".

حديث نجم، أكدته صحيفة يديعوت أحرونوت، في تقرير اليوم، مستنتجة وجود ما وصفته بـ"سلبيات ونواقص" تخص قوات الاحتلال الإسرائيلية، من المرجح الإعلان عنها اليوم في تقرير يخص الحادث.

ورأى نجم أنّ ما اتخذه جيش الاحتلال الإسرائيلي من قرارات، يأتي في إطار المراجعة الطبيعية لقواعد الأمن في أي دولة تعرضت لعمل عسكري ضدها، مستبعدًا أن يكون  لهذه الإجراءات انعكاسات سياسية على العلاقات المصرية-الإسرائيلية.

وسبق أن أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، الأحد، في بيان عبرّ صفحته على تويتر، أن وفدًا عسكريًا ضمّ قائد المنطقة الجنوبية أليعيزر تولدانو، ورئيس لواء العلاقات الدولية أفي ديفرين وآخرين، زار القاهرة، للقاء مسؤولين كبار في الجيش المصري، في إطار مواصلة التحقيق المشترك في الحادث مع مصر.

كان رئيس أركان جيش الإحتلال الجنرال هرتسي هاليفي، في 6 يونيو الجاري، حدد مهلة أسبوع لعرض نتائج التحقيق العملياتي في الحادث. بحسب ما نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في حينه.

وسبق أن أعلن المتحدث العسكري المصري، العقيد غريب عبد الحافظ غريب، أن القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي اتصل بنظيره الإسرائيلي يواف جالانت، يوم الحادث؛ لـ "بحث ملابساته، والتنسيق المشترك لإتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكراره مستقلًا"، مع التأكيد على "إتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة"، ولم تعلن مصر نتائج التحقيق حتى اليوم.

وفي سياق عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود المصرية-الإسرائيلية، أحبط جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، محاولة تهريب 21 كيلوجرام ماريجوانا، و 26 كيلوجرام من الحشيش، تبلغ قيمتها ما يقارب المليون و200 ألف دولار، فيما تم اعتقال شخصين مشتبه بهما.

وقال موقع "إسرائيل اليوم"، أنه ومنذ بداية العام 2023، أحبط جيش الاحتلال الإسرائيلي 30 عملية تهريب مخدرات من مصر إلى إسرائيل، بلغت قيمتها التقريبية نصف مليار شيكل، أي ما يعادل 140 مليون دولار.