تقدم فريق الدفاع عن الباحث السياسي باتريك جورج، ببلاغ للنائب العام يطالب بالإفراج الفوري عنه، بعد أن صدر بالأمس حكم بسجنه لمدة 3 سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة، بحسب المحامية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية وعضو هيئة الدفاع عن الباحث هدى نصر الله، في وقت أعرب مكتب الديمقراطية لحقوق الإنسان والعمل التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، عن قلقه من حبس الباحث.
وقالت نصر الله للمنصة، إن فريق الدفاع قسّم نفسه جزئين؛ أحدهما ذهب للمنصورة "لمقابلة المحامي العام لنيابات جنوب المنصورة والمطالبة بالإفراج الفوري عن باتريك، ومتابعة تمكين أهله من زيارته، والثاني في القاهرة لتقديم بلاغ للنائب العام للإفراج عنه لحين التصديق على الحكم".
وكانت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ قسم ثان المنصورة، أصدرت حكمها أمس، بسجنه لمدة 3 سنوات في القضية رقم 1086 لسنة 2021، المتهم فيها بـ"إذاعة أخبار كاذبة عن اﻷحوال الداخلية للبلاد من شأنها تكدير الأمن والسلم الاجتماعي"، وذلك بعد عشر جلسات أجلت فيها النطق بالحكم.
وأوضحت نصر الله أن فريق الدفاع اعتمد نفس المبرر القانوني في "الطلب اللي اتقدم للمحامي العام والبلاغ المقدم للنائب العام"، مشيرة إلى إنهم استندوا إلى "نص الكتاب الدوري للنيابة العامة رقم 10 لسنة 2017 الصادر في 2017/11/28 بشأن تنفيذ الأحكام الصادرة من محاكم أمن الدولة طوارئ"، ولفتت إلى أن النص يفيد بأنه إذا قدّم المتهم للمحاكمة، وهو مفرج عنه وقضي عليه بعقوبة، لا يجب القبض عليه حتى التصديق على الحكم من قبل الحاكم العسكري.
وأكدت أن "باتريك كان رايح المحكمة بإرادته ومفرج عنه، وبالتالي فالقبض عليه مخالف للكتاب الدوري، حتى لو الحكم جاء بإدانته"، مؤكدة أن "الرد اللي جالنا كان من بتوع الشرطة في مديرية الأمن قالوا بننفذ الأوامر".
وفي القاهرة، قال مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، حسام بهجت للمنصة، إن فريقًا من المحامين بالمبادرة توجه إلى "مكتب النائب العام في مدينة الرحاب لطلب إخلاء سبيل باتريك لحين تصديق رئيس الجمهورية وفقًا للقانون".
من جانبه، أوضح عضو لجنة العفو الرئاسي وعضو الحركة المدنية الديمقراطية كمال أبو عيطة، للمنصة، اليوم، أن اللجنة حصلت على "وعد بحل الأزمة، ننتظر صدور قرار لا يشمل باتريك فقط، لكن يمتد لآلاف آخرين قدمنا أسماءهم مرارًا وتكرارًا".
ويتطابق ذلك مع ما نشره عضوا لجنة العفو المحامي طارق العوضي، والبرلماني محمد عبد العزيز، أمس الثلاثاء، إذ كتبا عن "ردود إيجابية من الدولة" على قضية باتريك.
وشبّه عضو لجنة العفو الحكم على باتريك بـ"القشة التي قصمت ظهر البعير؛ لأنه أعاد للواجهة مرة أخرى قضية الحريات في مصر، وحبس ناس بأحكام أو بدون أحكام"، متابعًا "نحن ننتظر انفراجة وإلا ما جدوى أي حوار وطني، ما جدوى انتخابات رئاسية في ظل هذا الجو الكئيب".
وشدد على أن مصير الحوار في ظل المشهد الحالي "مش هيمشي من أصله، لا يستقيم الدعوة والحديث عن حوار في ظل هذا الأمر".
وعلى الصعيد الدولي، أعرب مكتب الديمقراطية لحقوق الإنسان والعمل، في تدوينة له على توتير، مساء أمس الثلاثاء، عن قلقه تجاه الحكم على باتريك، مطالبين "بالإفراج الفوري عنه وعن الآخرين المحتجزين ظلمًا. يجب أن يكون المصريون قادرين على التعبير عن أنفسهم بحرية بدون خوف من الانتقام. التقدم في مجال حقوق الإنسان ضروري لتعزيز العلاقات الثنائية".
بدوره تحدث رئيس لجنة الولايات المتحدة للحرية الدينية الدولية أبراهام كوبر، في مقطع فيديو لمدة دقيقة تقريبًا على تويتر، قائلًا "أريد أن ألفت نظركم إلى تطور حدث اليوم في مصر، نحن نحتفظ بقائمة أساسية لضحايا ممن دخلوا السجن بسبب معتقداتهم أو عملهم في دعم الحريات الدينية، للأسف هذه القائمة تجاوزت الـ2000 اسم".
وأضاف "وصلنا خبر اليوم أن محكمة في مصر أصدرت حكمًا قاسيًا ضد باتريك جورج زكي، بثلاث سنوات، بسبب مقال كتبه في 2009 عن التحديات التي تواجه الأقباط المسيحين في هذه البلد"، متابعًا "وأنا أعرف إننا في الموقع الصحيح لنلفت انتباه الشعب الأمريكي لهذه الأمور".