جلال البحيري يبدأ إضرابًا عن الطعام في سجن بدر مطالبًا بحريته

سارة الحارث
منشور الأحد 5 مارس 2023 - آخر تحديث الأحد 5 مارس 2023

بدأ الشاعر جلال البحيري، المحبوس احتياطيًا بسجن بدر 1، اليوم الأحد، إضرابًا عن الطعام وأدوية القلب وأقراص الاكتئاب، بالتزامن مع بدء عامه السادس بالسجن، حسبما أفصحت رسالة مسربة منه حصلت المنصة على نسخة منها، وأكد صحتها محاميه مختار منير.

وأوضح البحيري في رسالته أن الإضراب يأتي اعتراضًا على قضائه خمس سنوات في السجن منذ القبض عليه في مارس/آذار 2018 من قبل سلطات مطار القاهرة أثناء سفره، متابعًا "يمكن يكون الرقم ده شكله عادي وسط الأرقام.. لكنه لما يتحول لأوراق بتسقط من شجر عمرك.. يبقي رقم مُخيف".

وواجه البحيري في وقت واحد قضيتين على خلفية كتابته لأغنية "بلحة" وديوان "خير نسوان الأرض"، إذ وجهت نيابة أمن الدولة العليا إليه اتهامات من بينها "الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإهانة رئيس الجمهورية" وظل محبوسًا على ذمتها حتى إخلاء سبيله بتدابير احترازية في أبريل/نيسان 2019، رُفعت عنه لاحقًا في فبراير/شباط 2020.

أما القضية الثانية فكانت أمام النيابة العسكرية بشأن ديوان وجهت على خلفيته للبحيري اتهامات بـ"إذاعة أخبار وشائعات كاذبة بتأليف كتاب يحتوي على أخبار وبيانات كاذبة، عن القوات المسلحة المصرية، إهانة الجيش المصري"، وقضت محكمة عسكرية في 31 يوليو/ تموز بحبسه لمدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ وغرامة 10 آلاف جنيه ألغيت بعد نقض أيد حكم الحبس.

وأنهى البحيري مدة حبسه في 31 يوليو/ تموز 2021، وبدلًا من إخلاء سبيله ظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا ووجهت له اتهامات "الانضمام لجماعة إرهابية على علم بأغراضها، ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة"، ومن وقتها يحبس البحيري احتياطيًا على ذمة القضية.

وأضاف البحيري في رسالته أن "مفهوم الوطنية اللي اتربينا عليه إنه كيان رَحب ومدهش ومعجز.. ليه الكيان الرحب يتم اختزاله لمساحة متر في زنزانة في سجن". وتابع "أعتقد إني واحد من أبناء هذه الأرض، وأعتقد إن فيه أدوار أهم بكتير من إني أنا وكل اللي زيي.. اللي أيادينا ماعرفتش طريق الدم ولا عقولنا عرفت طريق التطرف.. ندبل ونشيخ ورا القضبان".

ولفت البحيري أنه بخيار الإضراب يستخدم حقه "الدستوري والآدمي في الاعتراض على هذا الوضع غير الآدمي"، منوهًا بأن المرحلة التالية للإضراب عن الطعام والأدوية هي الإضراب عن الشراب. وشدد "وحيستمر الإضراب لحد ما أسترد حريتي بالخروج حي أو مش حي".

من جانبه، بيّن مختار منير، محامي البحيري، أن قرار موكله بالإضراب عن الطعام "قرار شخصي لمسجون قيد الحبس الاحتياطي، قرر لفت النظر حتى يتم إخلاء سبيله".

 وأوضح للمنصة أنه أُبلغ بقرار الإضراب من أسرة البحيري، وأن الخطوة القادمة هي التقدم ببلاغ للنيابة للمطالبة بالتحقيق في أسبابه إضراب موكله ومطالبه، فضلًا عن التأكد من حصوله على الرعاية الصحية المطلوبة خلال فترة الإضراب.

ونفى أن يكون لإضراب البحيري علاقة بالأنباء المترددة عن سجن بدر خلال الأسبوعين الأخيرين من منع الزيارات للسجناء وقلة الطعام، بحسب رسائل مسربة من داخل السجن منسوبة لسجناء، قائلًا إن "موكلي لم يشكُ من أي مضايقات أو حرمان من حقوقه في محبسه، كما كان يُسمح له بالزيارة". وأكد أن أسباب الإضراب تتعلق كما ورد بالرسالة بتدويره واستمرار حبسه لخمس سنوات ودخوله عامه السادس.

وتدوير السجناء هو نظام أوجدته السلطات المصرية لعدم الإفراج عن السجناء السياسيين لديها، والتي ترغب في بقائهم محبوسين رغم انتهاء فترة حبسهم، فتصدر قرارات بإخلاء السبيل لهؤلاء المعتقلين دون أن يتم ذلك الإخلاء فعليًا، ويحتجز المُخلى سبيله فترة داخل أحد المقرات الأمنية ليظهر مجددًا على ذمة قضية جديدة، بذات الاتهامات، وربما تغيرت قليلا إلا أنها تبقى في ذات الإطار.

ويؤدي هذا النظام إلى انتهاك العديد من الحقوق، مثل الحق في الحرية، ومعايير المحاكمة العادلة، وافتراض البراءة، وحظر التجريم المزدوج.