أكدت أستاذة الرياضيات البحتة الدكتورة ليلى سويف، والدة الناشط السياسي المسجون علاء عبد الفتاح، تراجع مظاهر الإعياء والقيء والزغللة التي عانى منها نجلها خلال الفترة الماضية، مشيرةً إلى استمراره في الإضراب عن الطعام.
وعادت ليلى سويف التي دخل إضرابها عن الطعام الشهر الثامن إلى القاهرة، مساء السبت، قادمةً من لندن، لزيارة نجلها في سجن وادي النطرون. وقالت اليوم لـ المنصة إن الزيارة كانت من خلف الحاجز الزجاجي، ولم يُسمح بالتواصل المباشر بينهما.
وأوضحت أن "وقت الزيارة كان كالمعتاد، لم يتجاوز نصف الساعة، لم يُسمح لي باحتضانه رغم أن آخر زيارة لي كانت في يناير/كانون الثاني الماضي، ومع ذلك رفعت الزيارة معنوياته، ومعنوياتي بالطبع".
وكانت ليلى سويف سافرت إلى لندن في يناير الماضي عقب زيارة استثنائية لعلاء عبد الفتاح بمناسبة عيد الميلاد.
وقالت "رغم الحاجز الزجاجي وقصر وقت الزيارة، أستطيع القول إن الزيارة خلتْ من الخشونة بشكل عام، والتعامل كان جيد (من قِبل حرس السجن)".
وفي مارس/آذار الماضي، بدأ علاء عبد الفتاح إضرابًا عن الطعام في محبسه بسجن وادي النطرون، بعد علمه بتدهور الحالة الصحية لوالدته وإيداعها مستشفىً في لندن بسبب إضرابها عن الطعام منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجًا على استمرار حبسه.
واحتُجزت أستاذة الرياضيات بجامعة القاهرة في 25 فبراير/شباط الماضي بمستشفى سانت توماس في لندن بعد تدهور حالتها الصحية، نتيجة إضرابها الكلي عن الطعام، الذي امتد 155 يومًا قبل أن تحوِّله في مارس الماضي إلى إضراب جزئي بـ300 كالوري فقط في اليوم.
وتتلخص أزمة عبد الفتاح في احتساب السلطات مدة تنفيذه للعقوبة ابتداءً من تاريخ تصديق الحاكم العسكري على الحكم، بوصفه صادرًا من محكمة أمن دولة طوارئ في 3 يناير 2022، دون احتساب مدة الحبس الاحتياطي التي سبقت ذلك التاريخ بأكثر من سنتين، حيث أُلقي القبض عليه يوم 28 سبتمبر 2019 من أمام قسم الدقي فور خروجه من ديوان القسم في السادسة صباحًا، حسبما أوضح محاميه خالد علي لـ المنصة في وقت سابق.
وأتمت ليلى سويف الخميس الماضي 69 عامًا، وتخشى ابنتها منى سيف أن يكون "آخر عيد ميلاد لها معانا"، واستنكرت عدم الإفراج عن علاء عبد الفتاح حتى الآن رغم انتهاء محكوميته ما أدى لتدهور صحة والدتها "فيه دولة كاملة مختارة تشارك في جريمة قتل علني وتورط كل التابعين لها معاها".
وسبق أن سلّم وفد نسائي متضامن مع الأكاديمية ليلى سويف قصر الاتحادية الرئاسي عريضة التماس موقعة من 665 امرأة مصرية، موجهة لانتصار السيسي زوجة الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالبوا فيها بالإفراج عن علاء وإنقاذ حياة والدته.
كما سبق أن طالب 100 صحفي، في بيان على فيسبوك، بسرعة التحرك لإنقاذ ليلى سويف "التي نفخر بكونها من أبرز علماء الرياضيات في المنطقة ولها مكانتها الدولية التي تشرف اسم مصر"، وفق البيان.
وسلّم في وقت سابق وفدٌ من الحركة المدنية الديمقراطية استغاثة إلى رئيس الجمهورية لإصدار عفو رئاسي عن علاء عبد الفتاح لإنقاذ حياة والدته بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة إضرابها عن الطعام.
وسبق وقدَّمت سناء سيف وشقيتها منى في 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي، طلب عفو رئاسي عن علاء عبد الفتاح من خلال وسيط إلى رئاسة الجمهورية، وقالت حينها لـ المنصة إنها قدمت طلبات مماثلة في وقت سابق من خلال لجنة العفو الرئاسي والمجلس القومي لحقوق الإنسان، لكن دون رد.
وتحمل ليلى سويف المولودة في الأول من مايو/أيار 1956 الجنسية البريطانية إلى جانب المصرية وهي موجودة حاليًا في إنجلترا. وحصل علاء على الجنسية البريطانية في 2021 بعد عدة طلبات تقدمت بها أسرته، استنادًا إلى حصول والدته عليها بعد ولادتها في بريطانيا.