قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران وواشنطن اتفقتا على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، وذلك بعد جولة ثانية من المحادثات غير المباشرة التي استضافتها العاصمة روما أمس السبت، في وقت قالت مصادر لم تسمها رويترز إن إسرائيل لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة.
وأضاف عراقجي على إكس "في الوقت الحالي، قد يكون هناك ما يبرر التفاؤل، لكن مع قدر كبير من الحذر"، كما وصف المحادثات بأنها "مفيدة وجرت في أجواء بناءة".
وحسب رويترز، أجرى عراقجي أمس مفاوضات لمدة 4 ساعات تقريبًا في روما مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من خلال مسؤول عماني نقل الرسائل بينهما.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني الانتقال إلى المرحلة التالية من المحادثات، إذ ستبدأ اجتماعات على مستوى الخبراء يوم الأربعاء المقبل في سلطنة عُمان "وستتاح للخبراء فرصة البدء في وضع إطار عمل للاتفاق"، على أن يجتمع كبار المفاوضين مرة أخرى في عُمان السبت المقبل "لمراجعة عمل الخبراء وتقييم مدى توافقه مع مبادئ الاتفاق المحتمل".
وقال مسؤول في إدارة ترامب، لم تسمه رويترز، "في روما، وعلى مدار أربع ساعات في جولتنا الثانية من المحادثات، أحرزنا تقدمًا جيدًا للغاية في مناقشاتنا المباشرة وغير المباشرة".
وسبق أن عقدت الولايات المتحدة وإيران جولة مباحثات الشهر الجاري في عُمان، قال عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها مضت "على نحو جيد".
وسبقت موجة التهدئة هذه، تصعيد في التصريحات بين البلدين، بعدما هدد ترامب بالقصف والرسوم الجمركية الثانوية على إيران، إذا لم تبرم اتفاقًا مع الولايات المتحدة لضمان عدم تطويرها سلاحًا نوويًا.
وقتها قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي إن إيران ستواجه بالمثل أي عمل عسكري أمريكي ضدها.
ورغم التقارير الصادرة مؤخرًا حول وقف الرئيس الأمريكي ضربات إسرائيلية لمواقع نووية إيرانية كان مقررًا تنفيذها في مايو/أيار المقبل، قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن تل أبيب لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة حاليًا لدعم مثل هذه الخطوة.
وسبق أن تعهد المسؤولون الإسرائيليون بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، ويصر نتنياهو على أن أي مفاوضات مع إيران يجب أن تؤدي إلى التفكيك الكامل لبرنامجها النووي، وفق رويترز.
وتقول المصادر لرويترز إن "الخطط تشمل مزيجًا من الغارات الجوية وعمليات للقوات الخاصة تتفاوت في شدتها ومن المرجح أن تعوق قدرة طهران على استخدام برنامجها النووي لأغراض عسكرية لأشهر أو عام أو أكثر".
وكانت إيران رفضت سابقًا عرض ترامب إجراء مفاوضات مباشرة بشأن برنامجها النووي، وعرضت بدلًا من ذلك الدخول في محادثات غير مباشرة.
ووفق يورو نيوز، تعد إيران ثاني دولة في العالم بعد روسيا من حيث عدد العقوبات المفروضة عليها. وعلى الرغم من مرور 46 عامًا على العقوبات التي فرضت عليها، فإنها اعتادت على العيش في ظل هذه القيود، من خلال توسيع علاقاتها مع الصين وروسيا، فضلًا عن إيجاد طرق مبتكرة ووسطاء لبيع نفطها الذي يخضع للعقوبات.
وتواصل الولايات المتحدة وإسرائيل التحذير من السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وسط تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية، خصوصًا مع "استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من درجة تصنيع الأسلحة، وهو مستوى لا تلجأ إليه سوى الدول التي تمتلك قدرات نووية عسكرية"، وفق يورو نيوز.
وفي عام 2015 أُبرم اتفاق بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا، لضبط أنشطة طهران النووية.
وفي 2018 انسحبت الولايات المتحدة إبان الولاية الرئاسية الأولى لترامب من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات على إيران، وردًا على ذلك أوقفت إيران التزامها بالاتفاق وسرّعت وتيرة برنامجها النووي.