انتهت أمس السبت أول جولة مفاوضات "غير مباشرة" بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عُمان على أن يتم الاجتماع مجددًا نهاية الأسبوع المقبل، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي "تمضي على نحو جيد".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "أعتقد أننا قريبون للغاية من التوصل إلى أساس للمفاوضات، وإذا تمكنا من التوصل إلى هذا الأساس، الأسبوع المقبل، فإننا سنكون قطعنا شوطًا طويلًا وسنكون قادرين على بدء مناقشات حقيقية بناء على ذلك"، وفق BBC.
وأضاف أن المحادثات غير المباشرة جرتْ في "أجواء بناءة وهادئة وإيجابية"، وقال "اتفق الطرفان على مواصلة المحادثات، ربما السبت المقبل، ترغب إيران والجانب الأمريكي في إبرام اتفاق في المدى القصير. لا نريد محادثات من أجل المحادثات".
وعندما سُئل عن المحادثات، قال ترامب "أعتقد أنها تسير على ما يرام. لا شيء يهم حتى يتم إنجازه". ووصف البيت الأبيض المحادثات بأنها "خطوة للأمام".
وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان "كان التواصل المباشر مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف اليوم خطوة للأمام في تحقيق نتيجة مفيدة للطرفين"، حسب DW.
وأفادت إيران بأن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي توسط في المحادثات في مسقط. وكان الأمريكيون دعوا إلى أن تكون الاجتماعات مباشرة وجهًا لوجه. ورغم ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المفاوضين تحدثوا أيضًا بشكل مباشر "بضع دقائق". وأضافت أن المحادثات عُقدت "في أجواء بنّاءة يسودها الاحترام المتبادل".
وتصف الولايات المتحدة المحادثات بأنها مباشرة، إذ قال ترامب خلال لقاء سابق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "نحن نجري محادثات مباشرة مع إيران"، بينما تعتبرها إيران غير مباشرة إذ سبق وقال عراقجي على إكس "ستجتمع إيران والولايات المتحدة في عُمان يوم السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى".
وكانت نيويورك تايمز نقلت عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين لم تسمهم أن الوفدين سيجلسان في غرف منفصلة، وسيتبادل الدبلوماسيون الرسائل عبر وسطاء عمانيين.
وسبقت موجة التهدئة هذه، تصعيد في التصريحات بين البلدين، بعدما هدد ترامب بالقصف والرسوم الجمركية الثانوية على إيران، إذا لم تبرم اتفاقًا مع الولايات المتحدة لضمان عدم تطويرها سلاحًا نوويًا.
وقتها قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي إن إيران ستواجه بالمثل أي عمل عسكري أمريكي ضدها.
وكانت إيران رفضت سابقًا عرض ترامب إجراء مفاوضات مباشرة بشأن برنامجها النووي، وعرضت بدلًا من ذلك الدخول في محادثات غير مباشرة.
ووفق يورو نيوز، تعد إيران ثاني دولة في العالم بعد روسيا من حيث عدد العقوبات المفروضة عليها. وعلى الرغم من مرور 46 عامًا على العقوبات التي فرضت عليها، فإنها اعتادت على العيش في ظل هذه القيود، من خلال توسيع علاقاتها مع الصين وروسيا، فضلًا عن إيجاد طرق مبتكرة ووسطاء لبيع نفطها الذي يخضع للعقوبات.
وتواصل الولايات المتحدة وإسرائيل التحذير من السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وسط تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية، خصوصًا مع استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من درجة تصنيع الأسلحة، وهو مستوى لا تلجأ إليه سوى الدول التي تمتلك قدرات نووية عسكرية، وفق يورو نيوز.
وفي عام 2015 أُبرم اتفاق دولي بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا، لضبط أنشطتها النووية.
وفي 2018 انسحبت الولايات المتحدة إبان الولاية الرئاسية الأولى لترامب من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات على إيران، وردًا على ذلك أوقفت إيران التزامها بالاتفاق وسرّعت وتيرة برنامجها النووي.