هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، حركة حماس باحتلال أراضٍ جديدة إذا لم تفرج عن المحتجزين لديها، في وقت دعت حماس إلى النفير العام أيام الجمعة والسبت والأحد المقبلة "دفاعًا عن غزة والقدس والأقصى ورفضًا لجرائم الاحتلال وداعميه"، وفق الشرق الأوسط.
ويخطِّط جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستعادة السيطرة على قطاع غزة في محاولة لهزيمة حركة حماس نهائيًا، ما يمهد الطريق لاحتلال طويل الأمد للقطاع المحاصر، حسب فايننشال تايمز.
وقال عدة أشخاص مطلعين على الخطط لم تسمهم فايننشال تايمز إن الاقتراح الذي لم يوافق عليه مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بعد، صاغه رئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية الجديد بدعم غير رسمي من وزراء اليمين المتطرف الذين طالبوا منذ فترة طويلة بتكتيكات أكثر قسوة لمحاربة حماس.
وقال مسؤولان، حسب التقرير، إن الخطط أصبحت ممكنة بفضل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما حرر إسرائيل من إصرار إدارة جو بايدن على عدم إعادة احتلال غزة أو ضم الأراضي.
وأعلنت وزارة الصحة مقتل 792 فلسطينيًا منذ استئناف الضربات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي على قطاع غزة، مؤكدة أن المستشفيات استقبلت 62 قتيلًا خلال 24 ساعة الماضية.
ووفق الوزارة، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 50 ألفًا و144، والإصابات إلى 113 ألفًا و704.
وقال مسؤول إسرائيلي ثالث لفايننشال تايمز "أرادت الإدارة السابقة أن ننهي الحرب. أما ترامب فيريد أن ننتصر فيها. وهناك مصلحة أمريكية عليا في هزيمة حماس أيضًا".
وحسب الخطة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيستدعي فرقًا قتالية لإعادة غزو غزة وإخضاعها، والسيطرة على مساحات واسعة من القطاع، وإجبار سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على العيش في منطقة إنسانية صغيرة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وصرح هؤلاء المسؤولون بأن جيش الاحتلال سيتولى إدارة غزة، أي إعادة احتلال القطاع المضطرب بعد عشرين عامًا من انسحابه.
قصف مكتب الصليب الأحمر
وإلى ذلك تضرر مكتب تابع للّجنة الدولية للصليب الأحمر في رفح، إثر إصابته بقذيفة متفجرة، رغم تمييزه بوضوح ومعرفة جميع الأطراف بمكانه، حسب بيان للجنة حصلت عليه المنصة.
ورغم نجاة العاملين بالمكتب، اعتبرت اللجنة أن الهجوم عليه من شأنه أن يؤثر تأثيرًا مباشرًا على قدرتها على العمل.
وقالت اللجنة في بيانها إن تصعيد الأعمال العدائية في غزة على مدى الأسبوع الماضي خلّف آثارًا إنسانية وخيمة؛ إذ أسفر عن مقتل مئات المدنيين، ومنهم من لا يزال مدفونًا تحت الأنقاض، بخلاف من يُتركون في مواجهة مصيرهم لأن لا أحد يستطيع إنقاذهم.
وتابعت "ومع صدور أوامر إخلاء جديدة واحتدام الأعمال العدائية لا يجد الناس بدًا من الفرار دون أدنى معرفة بالمناطق الآمنة، في الوقت الذي لا يجد كثيرون مكانًا يلجأون إليه"، موضحة أن ذلك يأتي في وقت يعاني فيه القطاع تضاؤلًا خطيرًا في إمدادات الغذاء والمياه الآمنة.
كما عبرت اللجنة عن خيبة أملها مع استئناف الأعمال العدائية وتجدد العنف، وما خلفه ذلك من فقد الاتصال بطاقم إسعاف تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني "ولا يزال مكانه مجهولًا"، فيما قُتل وأُصيب عاملون في المجال الإنساني في غزة الأسبوع الماضي.
وطالبت اللجنة بأن تبذل الأطراف كل ما بوسعها من أجل ضمان سلامة لأفراد العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية والطواقم الطبية، عبر توجيه تعليمات واضحة وصارمة في هذا الشأن لحاملي الأسلحة، استنادًا إلى القانون الدولي الإنساني الذي يوفر حماية خاصة لهم.
ومطلع الشهر الحالي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة فجر الثلاثاء الماضي.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أنها ستسحب ثلث موظفيها الدوليين من غزة بعد ثبوت إطلاق دبابة إسرائيلية قذيفة على مجمع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل عامل إغاثة أوروبي وإصابة خمسة آخرين، وفقًا للمتحدث باسمها ستيفان دوجاريك. ونفى جيش الدفاع الإسرائيلي مهاجمة المجمع، وفق فايننشال تايمز.