أطلقت فصائل فلسطينية، مساء أمس، صواريخ من شمال قطاع غزة باتجاه مستوطنات إسرائيلية في محيط القطاع، قال جيش الاحتلال إنه اعترضها قبل أن يرد باستهداف موقع إطلاقها في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ويجبر السكان على النزوح.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن قصف مستوطنات سديروت ونتيف هعسراه وزيكيم شمال قطاع غزة برشقة صاروخية، فيما أطلق جيش الاحتلال صافرات الإنذار.
وقال جيش الاحتلال في بيان عبر واتساب إن سلاح الجو اعترض قذيفة صاروخية عبرت الحدود الشمالية للقطاع، مضيفًا أن المقاومة أطلقت قذيفتين أخريين من مواقع مختلفة شمال غزة قبل ذلك بساعتين.
وفي بيان لاحق، أصدر الاحتلال أوامر إخلاء وإنذارًا للسكان الغزيين في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون معلنًا استهداف أكثر من 100 سيارة، قال إنها شاركت في طوفان الأقصى الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، قبل أن يستهدف أكثر من 100 شاحنة "بيك أب" أخرى استخدمتها خلال الهجوم.
واضطرت مئات العائلات في شمال القطاع لترك خيامها والنزوح مع أفراد أسرهم وأطفالهم إلى مدينة غزة التي أصبحت تعج بخيام النازحين بعد نزوح إجباري تعرض له السكان نتيجة القصف الجوي والمدفعي وتقدم الآليات العسكرية شمالًا حسب ما أفاد شاهدا عيان لـ المنصة.
وقال شاهد، إن الحال ضاق بهم بعد شعورهم بالخطر على أطفالهم وأسرهم نتيجة اشتداد القصف، وأضاف "إحنا مش عارفين وين نروح ولا إيش نعمل، القصف بكل مكان والخيم ما بتحكي من الشظايا غير الخوف إلي مسيطر علينا وعلى أطفالنا، الموت صار يلاحقنا بكل لحظة يوميًا".
واستمرارًا للجرائم التي يمارسها جيش الاحتلال في القطاع، استهدف الجيش، الاثنين، بالطيران الحربي عشرات المنازل المأهولة بالمدنيين متسببًا في مقتل أكثر من 70 شخصًا بينهم أطفال ونساء وصحفيين، حسب مصدر في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة.
واستهدف الاحتلال منزل الصحفي محمد منصور في منطقة البطن السمين شمال وسط خانيونس جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتله وزوجته وطفله الوحيد، وأفاد شاهد عيان لـ المنصة، أن الاحتلال استهدف المنزل بصاروخ حربي مباشر دون تحذير مُسبق.
ونعت فضائية فلسطين اليوم التابعة لحركة الجهاد الإسلامي مراسلها الصحفي منصور، جراء استهدافه المباشر، محملة الاحتلال والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن ارتكاب الجريمة التي وصفتها بـ "عملية اغتيال متعمدة".
وفي السياق، قتل الاحتلال مراسل شبكة الجزيرة مباشر الصحفي حسام شبات شمال القطاع، في قصف مباشر استهدف سيارته، حسب القناة.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان عبر واتساب، عمليات اغتيال الصحفيَّين، محملًا الاحتلال والإدارة الأمريكية وجميع الدول الغربية المشاركة في حرب الإبادة الجماعية بالقطاع، مسؤولية استمرار عمليات القتل والاغتيال وارتكاب الجرائم بحق الصحفيين والمدنيين في غزة، مشيرًا لارتفاع عدد الصحفيين الضحايا خلال الحرب إلى 208 صحفيين وصحفيات.
ومع استمرار عمليات القصف الإسرائيلي المتزامنة مع إغلاق المعابر وتوقف عمليات تبادل المحتجزين بين حماس والاحتلال، نشرت الحركة مساء أمس، مقطع فيديو لاثنين من المحتجزين الإسرائيليين، عرَّفا نفسيهما بـ "الأسير رقم 21 والأسير رقم 22"، موضحين أنّهم توسلوا القسام لتسجيل ونشر رسالتهم.
وقال المحتجزان، إن الهجمات الحربية الإسرائيلية من شأنها أن تؤدي إلى مقتلهما إذا استمرت، وأنهما بعد أن كان لديهما أمل بالعودة لأسرهم مثلما عاد آخرون، إلا أنهما أصيبا بالإحباط والخوف نتيجة استئناف القصف والهجمات الإسرائيلية في 18 مارس/آذار الجاري.
ومطلع الشهر الحالي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة فجر الثلاثاء الماضي.