حساب غادي خالد على إكس
قوات في الجيش السوداني، 26 يناير 2025

الجيش السوداني على بعد خطوات من القصر الرئاسي.. والدعم السريع يواجه مأزق الانسحاب

أحمد سليم
منشور الخميس 20 مارس 2025

قال تليفزيون السودان الرسمي، اليوم الخميس، إن قوات الجيش اقتربت من السيطرة على القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، الخاضع حاليًا لقوات الدعم السريع، وذلك عقب اشتباكات عنيفة ليل الأربعاء إثر هجوم شنه الجيش على تلك المنطقة، فيما "تواجه عناصر الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، صعوبات في الانسحاب ما يجعلها أمام خيارات جميعها صعبة".

وأوضح شهود عيان ومصادر عسكرية لم تسمها رويترز أن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء، قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وحسب موقع سودان تربيون، فإن الجيش فرض حصارًا مُحكمًا على وسط العاصمة، حيث القصر الرئاسي ومقار الحكومة الاتحادية، للسيطرة على المنطقة السيادية، واستخدم الجيش وقوات الدعم السريع جميع أنواع الأسلحة، من مدفعية وطيران مسيّر ومدرعات.

وقالت مصادر عسكرية مطلعة للموقع السوداني إن قوات الدعم السريع سعت لإدخال قوات إسناد من جنوب الخرطوم في ساعات الفجر الأولى، لكن الجيش تمكّن من قطع طريق الإمداد باستخدام الطيران والمدفعية، كما تحدثت المصادر عن "إحباط تحركات عناصر الدعم السريع للهروب من القصر الرئاسي ووسط الخرطوم فيما يشبه المحاولة الانتحارية، وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والآليات القتالية".

وقال الخبير في إدارة الأزمات السودانية بمركز البحوث الاستراتيجية اللواء أمين إسماعيل مجذوب لـ المنصة إن قوات الجيش تحركت منذ الأسبوع الماضي نحو منطقة وسط الخرطوم التي يقع فيها القصر الرئاسي وأغلقت الجسور الأربعة التي تؤدي إلى خارج العاصمة، ما "ضيق الخناق على العناصر التي تتواجد داخل القصر ومقار القيادة العامة والوزارات السيادية".

وأضاف أن "عناصر الدعم السريع التي تتواجد داخل القصر الرئاسي هي مجموعات صغيرة ليس لديها قيادات ميدانية أو مركزية تؤمن السيطرة عليه، كما أن وجود بعض المرتزقة الأجانب أضعف قدرتهم على الهروب لعدم معرفتهم بالطرق وسهولة كشفهم بين السكان إذا حاولوا التوجه للقرى القريبة".

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع حاولت أمس الأربعاء الخروج إلى شاطئ النيل الأبيض، شمال الخرطوم، للوصول إلى منطقة جبل أولياء على نهر النيل الأبيض لكنها "فشلت"، ونصبت قوات الجيش الأكمنة واستهدفتها بالمسيرات لتتبقى مجموعة صغيرة داخل القصر الرئاسي، لكن "ما يعوق تقدم الجيش بسهولة زرع عناصر الدعم السريع ألغامًا أرضية في اتجاهات مختلفة في الشوارع التي تؤدي إليه"، وفق مجذوب.

وأوضح أنه "لم يعد أمام هذه المجموعة سوى أن تسلم نفسها للقوات المسلحة السودانية أو تقاتل حتى الفناء، فمسألة خروجها تعد معدومة، كما أن أي مساعي لتقديم الإمدادات والعون لها تظل أيضًا منعدمة مع إغلاق الجسور الغربية والجنوبية والشمالية"، ما يشير إلى أن معركة الخرطوم قاربت على الانتهاء وربما تتوجه دفة الصراع غربًا إلى دارفور بعد أن حشد الدعم السريع قواته بكثافة في الإقليم لتوجيه الضربات الجوية على مدينة أم درمان، إحدى ولايات العاصمة.

وحسب موقع العربية، نقلًا عن مصادر في الجيش السوداني، فإنه تمكن من تدمير 30 سيارة قتالية تابعة لـقوات الدعم السريع في منطقة صينية معمل "استاك" بالقرب من القصر الجمهوري في الخرطوم، وأن قوات الدعم السريع فشلت منذ ثلاثة أيام في كسر الطوق المفروض على عناصرها المحاصرة وسط العاصمة، حيث يتم تضييق الخناق عليها في محيط القصر الجمهوري.

معركة دارفور لن تكون سهلة

وأكد الصحفي والمحلل السياسي علي الدالي، لـ المنصة، وهو مطلع على طبيعة التطورات العسكرية في الخرطوم، أن سيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي ومقار الوزرات تعد "مسألة وقف فقط"، في ظل حالة الارتباك التي أصابت قوات الدعم السريع.

وأوضح أن "المسيرات هي التي ستحسم معركة الخرطوم، لكن الجيش في المقابل يحاول تسهيل المهمة من خلال إتاحة طريق واحد يمكن لعناصر الدعم السريع الانسحاب منه في شرق القصر الجمهوري".

وأكد أن "قوات الدعم السريع في المقابل تسعى للقتال حتى آخر لحظة وترفض الاستسلام المبكر وبدا أنها تأثرت بخطاب حميدتي قبل أيام، الذي تحدث فيه عن عدم نيته ترك العاصمة"، مشيرًا إلى أن "القتال للحظات الأخيرة وانتظار أي ثغرات يمكن أن تقلب موازين المعركة العسكرية بمثابة قناعة عامة لدى المجموعات المسلحة أملًا في تحقيق نتائج مختلفة، وإن كان ذلك ليس سهلًا في ظل إحكام حصار الجيش".

وذكر أن المعركة القادمة في دارفور "لن تكون سهلة"، وربما تستمر لسنوات وهو ما أكد عليه في السابق قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إذ أن حرب دارفور مع الحركات المسلحة التي لديها عتاد ضعيف مقارنة بإمكانيات الدعم السريع استمرّت سبع سنوات في الفترة ما بين 2003 إلى 2010، والتعويل يبقى على التفاوض بعد حسم معركة الخرطوم.

وقبل أيام، قال الناطق باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله إن الجيش بسط سيطرته على مواقع حيوية وسط العاصمة، وحسب البيان فإن "قوات الجيش تضيق الخناق على مليشيا الدعم السريع في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية بوسط العاصمة".

وأشار إلى أن قوات المدرعات دحرت الدعم السريع في محور نادي الأسرة، وأبراج النيلين وجسر المسلمية وموقف شروني وسط الخرطوم، مؤكدًا أن "قواته تتقدم بثبات مدعومة من الشعب وسط العاصمة".

وفي بيان سابق، تعهد الجيش السوداني تحرير العاصمة السودانية من قبضة قوات الدعم السريع قبل انتهاء شهر رمضان.

ووقعت قوات الدعم السريع و23 كيانًا، مؤخرًا، ميثاقًا تأسيسيًا لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وجرت مراسم التوقيع في العاصمة الكينية نيروبي.

ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.