اشتكى عدد من سكان هضبة الأهرام، على السوشيال ميديا ولـ المنصة من انقطاع "متكرر" لمياه الشرب عن عدة مناطق، فيما أقرت الحكومة بالأمر الناتج عن "زيادة الاستهلاك وضعف المياه".
وأوضحت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة، في بيان أمس، أن "زيادة نسبة الإشغال والكثافة السكانية المتسارعة، وتحويل عدد كبير من الفيلات إلى عمارات سكنية ووجود العديد من الكافيهات حتى داخل العقارات، وكذلك العديد من المخالفات البنائية، علاوة على طبيعة تضاريس المنطقة المعروفة بتباين مناسيبها ووجود مناطق مرتفعة "ساهمت جميعها في زيادة الاستهلاك وبالتالي ضَعف المياه بالمنطقة".
وألقت "مياه الجيزة" باللوم على "جمعية تعمير الصحراء"، التي نفذت "جميع المرافق من مياه وصرف صحي بالمنطقة"، كما زعمت الشركة عدم توافر أي خرائط أو مسارات عن خطوط وشبكات مياه الشرب والصرف الصحي بالمنطقة، فيما أشارت إلى أن "حالة الشبكات المتهالكة، ومحطة الرفع التي تحتاج إلى إحلال وتجديد".
وفي أبريل/نيسان 2023، كلف محافظ الجيزة أحمد راشد، جمعية تعمير صحراء الأهرام، بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي، بتنفيذ أعمال الإحلال والتجديد للشبكات بحدائق الأهرام.
وأشار التكليف إلى استلام شركة المياه لشبكة المياه في القطاع "لرفع كفاءتها وإجراء الصيانة اللازمة لها بشكل دوري" مع تولي الجمعية "رد الشيء لأصله".
وقال مصدر في مياه الجيزة لـ المنصة إن الشركة تتولى توزيع وإدارة مياه الشرب بموجب الكمية التي تتلقاها من محطة مياه 6 أكتوبر، البالغة 100 ألف متر مكعب، وهي كمية غير مكافئة لحجم التوسع العمراني والكثافة السكانية الضخمة بالمنطقة، التي تفوق كذلك سعة الشبكات.
وأضاف أن تباين تضاريس هضبة الأهرام أيضًا يمثل تحديًا في توزيع المياه، فتجد مناطق منخفضة نسبيًا، كما في المنطقتين "أ" و"ب"، ومناطق أخرى مرتفعة ومنها "س" و"ص" و"هـ"، وأن المشكلة في المناطق المرتفعة، التي يحتاج وصول المياه إليها "ضخ كميات أكبر"؛ لذا تضطر الشركة أحيانًا إلى قطع المياه عن مناطق لتوصيلها إلى مناطق أخرى.
وفي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، كشف محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد عن وجود العديد من الوصلات العشوائية التي تؤثر على ضغوطات المياه وينتج عنها حدوث كسور بخطوط المياه.
ومع تكرار انقطاع المياه، اضطر أحمد حسن إلى تركيب خزان مياه، سعة ألف لتر، أعلى منزله بالمنطقة "هـ"، وقال لـ المنصة "المياه مقطوعة بشكل شبه يومي، الموضوع بدأ بساعتين، ووصل في بعض الأيام لأكثر من 8 ساعات".
ولم يكن الأمر بالسوء نفسه مع إسلام محمود، الذي يسكن في المنطقة "م"، قائلًا إن المياه تنقطع على فترات "متباعدة" وآخرها الجمعة الماضي، حيث قضى 22 ساعة دون مياه.
وأضاف محمود لـ المنصة "المياه قطعت الساعة 3 العصر يوم الجمعة ورجعت الساعة 1 الضهر يوم السبت، وفي مناطق كانت لسه المياه مقطوعة عنها".
وحسب محافظة الجيزة، كان مقررًا انقطاع المياه 4 ساعات فقط، من 12 منتصف الليل حتى 4 فجرًا، عن هضبة الأهرام؛ لتركيب طلمبة مياه جديدة "لزيادة وتحسين ضغوط المياه"، لكن سكان المدينة فوجئوا بانقطاع المياه عند الثالثة عصرًا تقريبًا.
ومطلع مايو/أيار الجاري، طالب محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، في بيان، شركة مياه الشرب والصرف الصحي، بسرعة "إنجاز عملية دعم القطاع بمنظومة طلمبات جديدة"، فيما أشار إلى دراسة بعض المشروعات الأخرى التي تسهم في "حل جميع المشكلات المتعلقة بضعف أو انقطاعات المياه".
ولفت راشد إلى أن وجود مناطق مرتفعة داخل القطاع بحاجة إلى "تركيب ملاك العقارات بها موتور مياه داخلي للعقار؛ لتسهيل عملية وصول المياه للوحدة السكنية بصورة جيدة".
وذكرت شركة مياه الجيزة، في بيانها أمس، أنها نفذت أعمالًا بقيمة 130 مليون جنيه في هضبة الأهرام، تضمنت إحلال وتجديد 3 كيلومترات من شبكات المياه، وإصلاح هبوطات نتجت عن تهالك شبكات مياه الشرب والصرف الصحي، وتوفير مهمات كهروميكانيكية ذات قدرات عالية.
كما أشارت إلى إسناد مشروع لإحلال وتجديد ورفع سعة رافع مياه الهضبة، يتضمن تغيير لوحات ومحولات الكهرباء والكابلات، ومحابس ومواسير وأوناش، و6 طلمبات ألمانية الصنع بمحركات تصرفها 1152 مترًا مكعبًا لكل ساعة مقارنةً بالطلمبات السابقة وتصرفاتها 900 متر مكعب لكل ساعة؛ لزيادة ضخ المياه، وانتهى توريد الطلمبات والمعدات، والعمل قيد التنفيذ.