أكدت قمة "بريكس بلس" بمدينة كازان الروسية، اليوم، ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الدائرة في الشرق الأوسط تجنبًا لاتساعها بشكل أكبر، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه انتهاكات تل أبيب للمواثيق الدولية وقواعد القانون الدولي والإنساني.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا للصراع في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، إضافة إلى هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن المارة في البحر الأحمر، والردود العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بالقمة التي تختتم أعمالها اليوم، إنه "لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، دون الحديث عن الأزمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة لما يزيد عن عام، على أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة".
ولفت السيسي إلى أن "امتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضي اللبنانية يعد أكبر دليل على ما وصل إليه عالمنا اليوم، والنظام الدولي من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير وغياب المحاسبة والعدالة إزاء الانتهاكات التي ترتكب في حق المواثيق الدولية وقواعد القانون الدولي والإنساني".
وأوضح السيسي أن "الكارثة الإنسانية غير المسبوقة واستمرار الحرب وتوسعها تفرض تضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد الخطير في المنطقة ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة، خاصة في ظل امتداد الصراعات بالمنطقة لتشمل العديد من الدول، وامتداد تلك الصراعات لتؤثر سلبًا على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر، وعلى حركة التجارة الدولية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية".
من ناحيته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "الوضع في الشرق الأوسط مثير للقلق بسبب تفاقم صراع طويل الأمد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قد يتطور إلى حرب شاملة بالمنطقة".
وقال بوتين "أصبحت الجولة الأخيرة من المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية واحدةً من أكثر الجولات دمويةً في سلسلة طويلة من الاشتباكات، لكن في الوقت نفسه، أود أن أؤكد أننا عارضنا دائمًا ونستمر في معارضة أي مظاهر إرهابية"، وفق تعبيره.
وأضاف الرئيس الروسي في كلمته "امتد القتال الذي بدأ في غزة قبل عام إلى لبنان، وتأثرت دول أخرى في المنطقة، وزادت المواجهة بين إسرائيل وإيران بشكل حاد.. كل هذا يشبه رد فعل متسلسلًا ويضع الشرق الأوسط بأكمله على شفا حرب شاملة".
ودعا بوتين إلى إطلاق عملية سياسية شاملة للتسوية في الشرق الأوسط، على أساس المبادئ الدولية المعترف بها عمومًا، مطالبًا بإنهاء العنف في الشرق الأوسط.
فيما دعا الرئيس الصيني شي جينبينج، في كلمته، إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وإحياء مسار حل الدولتين والتعاون من أجل الازدهار.
وقال إن دول مجموعة بريكس يجب أن تلعب دورًا قياديًا في إصلاح نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية، مضيفًا أن "دول بريكس يجب أن تكون قوة استقرار للحفاظ على السلام وإدارة الأمن العالمي وإيجاد حلول للمشاكل الحادة مع القضاء على الأسباب والأعراض".
وأوضح أن الصين تحث دول مجموعة بريكس على تعزيز الحوار ودعم بعضها البعض في اختيار مسار التحديث، وقال "بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، ستهتم الصين دائمًا بالجنوب العالمي".
وجمعت قمة "بريكس بلس" 24 رئيس دولة وحكومة، حيث تشمل الدول الأعضاء في تجمع "بريكس"، إضافة إلى بعض المنظمات والدول الراغبة في الانضمام للتكتل، وعد الرئيس الروسي "التجمع جزءًا من مبادرة لإنشاء نظام عالمي جديد ينهي هيمنة الولايات المتحدة، وانضم في بداية العام الجاري إلى الدول الأعضاء الأصلية في "بريكس" وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، كل من الإمارات ومصر وإثيوبيا وإيران.