ارتفع عدد قتلى الهجوم على شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية في منطقة كهرمانكازان في أنقرة إلى 4 أشخاص، فيما أصيب 14 آخرون، ثلاثة منهم في حالة حرجة، وفق ما نقلته وسائل إعلام عن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا الذي أعلن، الأربعاء، "تحييد" اثنين من المهاجمين.
وكتب يرليكايا على إكس "أدين هذا الهجوم الشنيع. ستستمر معركتنا بعزم وإصرار حتى يتم تحييد آخر إرهابي. رحم الله شهداءنا. أتمنى الشفاء العاجل لجرحانا".
ووقع انفجار قوي في مقر شركة صناعات الطيران والفضاء التركية في أنقرة، أعقبه إطلاق نار في المنطقة، ووثق فيديو لحظة الهجوم على مقر الشركة وسط دوي طلقات رصاص.
وحسبما نقلت العربية عن وسائل إعلام تركية، وصل مجموعة من المسلحين إلى مدخل الشركة في سيارة أجرة أثناء تبديل نوبات الحراسة، وفجّر أحد منفذي الهجوم قنبلة على الأقل، بينما اقتحم الباقون المجمع، وتواصل إطلاق النار داخل المقر.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على إكس، إن "هذا الهجوم الإرهابي، على الشركة التي تعد من أبرز شركات الصناعات الدفاعية التركية، هو هجوم دنيء يستهدف بقاء بلدنا وسلامه، ومبادراتنا الدفاعية التي تمثل رمزًا لاستقلال تركيا بالكامل".
وأردف "ليعلم شعبنا أن الأيادي القذرة التي تمتد إلى تركيا ستُكسر بكل تأكيد، ولن يتمكن أي كيان أو تنظيم إرهابي يستهدف أمننا من تحقيق آماله".
وعقب ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء الأربعاء، أن قواتها ضربت أهدافًا لحزب العمال الكردستاني، وقالت، في بيان نشرته العربية، إنه "عملًا بحقوقنا في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، تمّ تنفيذ عملية جوية ضد أهداف إرهابية في شمال العراق وسوريا في 23 أكتوبر 2024، وما مجموعه 32 هدفًا تابعًا للإرهابيين تمّ تدميرها بنجاح"، مشيرة إلى أن هذه "العمليات الجوية مستمرة".
وأدانت عدة دول الهجوم الإرهابي، من بينها مصر، التي قالت، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها "تؤكد مصر إدانتها الشديدة لأي أعمال إرهابية تهدد أمن واستقرار الجمهورية التركية"، معربة عن "تضامنها الكامل مع الحكومة والشعب التركي في هذا الظرف الدقيق".
وتلعب شركة الصناعات الجوية التركية المملوكة للدولة "توساش" دورًا رئيسيًا في صناعة الفضاء والطيران العالمية منذ إنشائها عام 1973 بهدف تقليل "الاعتماد الأجنبي" للبلاد في صناعتها الدفاعية، وفق CNN.
ومنذ ذلك الحين أصبحت مركز التكنولوجيا في تركيا لتطوير وتحديث وتصنيع وتكامل الأنظمة ودعم دورة حياة أنظمة صناعة الطيران والفضاء، وتم تكليفها بتصنيع طائرات مقاتلة من طراز F-16 لصالح دول مثل مصر، فضلًا عن إجراء اختبارات الطيران والتأكد من توصيل الأنظمة الموجودة على متن الطائرات بشكل صحيح.
بالإضافة إلى طائرات F-16، تشارك الشركة أيضًا في تصنيع المسيرات والمروحيات المقاتلة، وفي مقابلة مع CNN، وصفت المحللة التركية أصلي أيدنتاشباش الشركة المملوكة للدولة بأنها ليست مجرد "مقاول دفاعي تركي كبير"، بل هي "جوهرة التاج لصناعة الدفاع في تركيا". وتعتبر من بين أكبر 50 شركة عالمية في صناعات الطيران والدفاع.