استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، طواقم لبلدية غزة كانت تعمل على إصلاح خطوط المياه شرق المدينة بعد قصفها، كما قصف مدرسة تؤوي نازحين في البلدة القديمة.
وسبق واستهدف جيش الاحتلال عمالًا خلال إصلاح الصرف الصحي في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كما استهدف في اليوم ذاته مزارعين خلال حصادهم الزيتون.
وأعلنت بلدية غزة، الأربعاء، عجزها عن الاستمرار في العمل بعد مقتل اثنين وإصابة ثلاثة آخرين من موظفيها نتيجة قصف إسرائيلي استهدفهم بشكل مباشر، وذلك خلال عملهم على إصلاح وتشغيل آبار مياه الصفا بحي التفاح شرق المدينة.
وأدانت البلدية، في بيان على فيسبوك، استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف موظفيها المدنيين أثناء عملهم في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين رغم الإمكانات المحدودة، مطالبة المجتمع الدولي بإجراء تحقيق فوري في الجريمة المرتكبة بشكل متعمد بحق موظفيها.
وأوضحت في البيان أنّ المكان المستهدف، آبار الصفا، هو ضمن الأماكن المُنسق لها مع الاحتلال، حيث يتم تزويده بالوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تساعد على ضخ المياه للمواطنين.
كما استهدف الاحتلال سيارة تابعة لوكالة الأونروا، جنوب دير البلح وسط قطاع غزة، بينما يواصل عمليات القصف وتهجير المدنيين في شمال القطاع.
يأتي ذلك في وقت بدأت المجاعة تتفشى بين النازحين، جنوب القطاع، بسبب عدم توفر الطحين للمخابز، فيما أعلنت وزارة الصحة عن مقتل 74 وإصابة 130 آخرين في اليوم 383 للحرب نتيجة قصف جيش الاحتلال "الذي ارتكب 6 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية".
ووسط قطاع غزة، قصفت طائرات الاحتلال، اليوم، مدرسة الزهراء المجاورة لقصر الباشا الأثري الذي تعرض للتجريف قبل عدة أشهر من قبل الجرافات الإسرائيلية، إذ تحولت المدرسة إلى مركز لإيواء النازحين، ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين وإصابة أكثر من 9 آخرين وصلوا إلى مستشفى المعمداني، ما أكده شاهد لـ المنصة.
واستمرارًا لعملية استهداف موظفي وكالة الأونروا، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، سيارة تابعة للوكالة على شارع صلاح الدين الرئيسي جنوب مدينة دير البلح، ما أدى إلى مقتل شقيقين من عائلة أبو عطيوي من سكان مخيم البريج، حيث يعمل سائق السيارة موظفًا لدى الأونروا.
وفي استهداف آخر، قُتل اثنان من عائلة قشطة في منطقة خربة العدس شمال شرق مدينة رفح جنوب القطاع، حيث وصل الجثامنان إلى مستشفى ناصر الطبي بعد استهدافهما بصاروخ من طائرة استطلاع، وتمكنت سيارات الإسعاف من انتشالهما، حسبما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
وفي سياق آخر، تكدس النازحون على أبواب المخابز في وسط وجنوب قطاع غزة، بهدف الحصول على بعض أرغفة الخبز، بعد منع الاحتلال دخول شاحنات الطحين إلى المخابز منذ عدة أيام.
وقال فرحان الديب، وهو نازح مع أسرته من شمال القطاع إلى وسطه، إنّ الأونروا لم توفر لهم الطحين خلال الأسابيع الماضية، بسبب عدم سماح الاحتلال بدخول الشاحنات، مضيفًا "طيب أنا عندي ولاد أطفال بدهم ياكلوا، أجيت أجيب خبز جاهز من المخبز ولقيت في طوابير طويلة، والكميات المتوفرة في بعض المخابز اللي لسه شغالة كميات قليلة".
وفي شمال قطاع غزة الذي يتعرض لعملية برية عسكرية وتهجير للمدنيين بشكل غير مسبوق منذ قرابة ثلاثة أسابيع ماضية، أجبر الاحتلال مئات النازحين، الأربعاء، على إخلاء مدرسة الفاخورة بمخيم جباليا. وقال شاهد عيان لـ المنصة إنّ الاحتلال أجبر الشباب والرجال على خلع ملابسهم وأخضع غالبيتهم للتحقيق الميداني قبل أن يفرج عن بعضهم ويعتقل البعض الآخر.
وتابع "اللي اعتقلوهم مش عارفين وين نقلوهم، لكن يبدو النقل تم إلى مراكز اعتقال ربما في الداخل، وإحنا أمرنا الجيش بعد توجيه الشتائم والبهدلة للتوجه إلى المستشفى الإندونيسي وهناك في نقطة تفتيش ثانية للجيش، وكان في نازحين آخرين من بيت لاهيا انتقلنا معهم إلى شارع صلاح الدين في المنطقة الشرقية، وبعدين لمدينة غزة جنوبًا".
وأفاد شاهد ثانٍ لـ المنصة، وهو نازح من بيت لاهيا وصل إلى مدينة غزة، بأنّ جيش الاحتلال أجبر مواطنًا على حمل منشورات ورقية تطالب السكان بالإخلاء من بيت لاهيا، واعتبارها منطقة قتال عسكري خطرة، وأجبروه على تسليمها يدويًا للسكان، حيث كان الجيش يراقبه من خلال كاميرا وضعت على رأسه وهو يتجول داخل البلدة.
وأوضح النازح أنّه عند الوصول إلى الحاجز الإسرائيلي بالقرب من المستشفى الإندونيسي، يعمل جيش الاحتلال على فصل النساء في مدرسة حلب والرجال في مدرسة الكويت، وهي إحدى المدارس التي كانت تؤوي آلاف النازحين ممن تعرضوا للقصف والتهجير قبل أيام، وهناك يقوم الجنود بإجراء تحقيقات ميدانية مع النازحين قبل السماح لغالبيتهم باستكمال الطريق، فيما يعتقل عدد منهم شبابًا ونساءً.
وفي السياق، قال مصدر موجود داخل المستشفى الإندونيسي لـ المنصة إن مسيرة اقتربت من مبنى المستشفى وأطلقت النار بشكل مباشر على المبنى، ما أدى إلى مقتل أحد الممرضين العاملين بالمستشفى، فيما أصيب عدد من الموجودين من الجرحى ومرافقيهم.
وفي بلدة بيت حانون شمال القطاع، أفاد مواطنون بتقدم دبابات وآليات عسكرية باتجاه البلدة، حيث أطلقت النار بكثافة تجاه منطقة محطة الشوا ودوار حمودة على المدخل الجنوبي لبيت حانون. وأشار شاهد لـ المنصة إلى أن الدبابات تقدمت بشكل مفاجئ وفتحت النيران مطلقة الرصاص بشكل عشوائي قبل أن تتمركز على مدخل البلدة.
وتعتبر بلدة بيت حانون في شمال القطاع، المنطقة الوحيدة التي لم تشملها العملية البرية العسكرية التي ينفذها الجيش على مختلف مناطق شمال القطاع منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث يوجد بداخلها آلاف المدنيين من سكان البلدة ونازحين من مناطق مجاورة في مدراس تحولت إلى مراكز إيواء بعد قصف وتدمير منازلهم في أوقات سابقة خلال الحرب.
ورصدت المنصة إطلاق عدد من القذائف الصاروخية من مدينة غزة باتجاه إسرائيل، الأربعاء، وهي ناجمة عن إطلاقها من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.