تصوير سالم الريس لـ المنصة
طواقم الدفاع المدني تعمل على انتشال ضحايا نازحين من جنوب غرب خانيونس بعد قصف إسرائيلي استهدف مخيمًا للنازحين، 10 سبتمبر 2024

الاحتلال يحاصر مستشفى العودة.. ويكثف نقاط تفتيش النازحين في جباليا وبيت لاهيا

سالم الريس
منشور الأربعاء 23 أكتوبر 2024

كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ مساء الثلاثاء حتى فجر الأربعاء، عمليات القصف واستهداف المنازل والمواطنين في بيت لاهيا ومخيم جباليا، شمال قطاع غزة، في إطار دفع أعداد أكبر  على النزوح باتجاه مدينة غزة جنوبًا، حيث اضطر المئات إلى النزوح قسرًا تحت تهديد وترهيب جيش الاحتلال الموجودة آلياته بكثافة في مختلف المناطق، وبعد عمليات تفتيش دقيقة.

وأشعل الاحتلال النيران في عدد من المنازل في بيت لاهيا وجباليا، حسبما أكد ثلاثة شهود لـ المنصة، وقال أحدهم "الاحتلال ما بده يخلي أي تواجد للمدنيين، البيوت يا مقصوفة يا محروقة، وبعضها مأهولة بالسكان، كل أشي بعمله الاحتلال هناك بجبر الناس على النزوح بسبب حالة الخوف والرعب اللي صارت متلازمة، خصوصًا للأطفال".

وقال شاهد ثانٍ "إحنا من أكتر من أسبوعين بنتعرض للإبادة والتهجير، في ناس منا تقطعت أجسادها وناس تانية تعرضت للحرق وما في حد بالعالم حاول يوقف المجازر بحقنا، العالم كله بتفرج علينا، وإحنا قد ما نقدر بنحاول نصمد".

وأكد ثالث أنّ جيش الاحتلال لا يزال يحاصر ويتوغل في مخيم جباليا ومناطق محيطة به، مشيرًا إلى إنشاء الاحتلال عدة نقاط لتفتيش النازحين بمختلف الأدوات والوسائل التقنية، مثل التصوير وفحص بصمة العين، هذا بخلاف التفتيش الشخصي، واعتقاله لعدد من الشباب والنساء.

ونتيجة لكثافة القصف وتراكم جثامين الضحايا في بيت لاهيا، اضطر المواطنون إلى تحويل ساحة السوق المركزي في البلدة إلى مقبرة لدفن الضحايا، لعجزهم عن الوصول إلى مقبرة الشهداء وكثافة العمليات العسكرية في محيطها، حسبما وصف شاهد لـ المنصة.

تكفين قتلى غزة بالأغطية بسبب نقص الأكفان، 23 أكتوبر 2024

ولم يسلم المواطنون من القصف حتى خلال عمليات الدفن، حيث استهدفت طائرة استطلاع، مساء الثلاثاء، بصاروخ، مجموعة من المواطنين خلال عملية دفن لضحايا، ما تسبب في إصابة اثنين بشظايا في أطرافهم السفلية.

كما قصف الاحتلال مدرسة زيد بن حارثة بمنطقة عزيز في بيت لاهيا، وهي مدرسة تحولت إلى مركز إيواء، ويقطنها عشرات العائلات التي فقدت منازلها، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة، مؤكدًا مقتل 4 مواطنين وإصابة آخرين.

وأوضح الشاهد أن عشرات الجثث ملقاة في شارع الشيماء ودوار عباس كيلاني ببيت لاهيا دون أن تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني أو حتى ذووهم من انتشالها.

كما قتلت أم وطفلاها، فجر الأربعاء، في جباليا، إثر استهداف جيش الاحتلال منزلهم ومنازل محيطة، ما أدى كذلك لإصابة عدد من أفراد العائلة.

وتعرضت مناطق واسعة في جباليا لعمليات نسف للمباني والأحياء السكنية، حسبما أوضح شاهد لـ المنصة، قائلًا إن عمليات النسف طالت عدة مربعات سكنية في مختلف مناطق المخيم ومحيطه.

وحاصرت آليات الاحتلال مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر بجباليا، مساء الثلاثاء، ما منع المرضى من تلقي الخدمات الطبية، كما استهدفت مسيرة المرضى والكوادر الطبية داخل المستشفى بإطلاق النار مباشرة عليهم، حسبما أكد أحد الموجودين داخله لـ المنصة.

واستمرارًا لاستهداف المستشفيات، أفاد مصدر صحفي لـ المنصة بتعرض المنازل المحيطة لمستشفى كمال عدوان بجباليا، فجر الأربعاء، إلى قصف مدفعي دمّر عشرات المنازل، ما أدى إلى إغلاق الطرق المؤدية من وإلى المستشفى بسبب تراكم الأنقاض في الشوارع.

وأوضح أن إغلاق الطرق تسبب في عرقلة عمل طواقم الإسعاف ومنعها من استمرار عملها في انتشال الضحايا والجرحى.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عمليات القصف والقتل التي يمارسها في شمال قطاع غزة، ترجع إلى استخدام فصائل المقاومة الفلسطينية، وبالتحديد حركتي حماس والجهاد الإسلامي، المدارس والمنشآت المدنية والإنسانية في عمليات التخطيط والهجوم على قواته المتوغلة في تلك المناطق، متهمًا إياهما بانتهاك القانون الدولي واستخدام الغزيين كدروع بشرية.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، الثلاثاء، عبر إكس، إن الاحتلال قتل أكثر من 18 من عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي خلال استهداف وقصف مدرسة أبو حسين بجباليا شمال القطاع الأسبوع الماضي، زاعمًا استخدام المُجمع للتخطيط وتنفيذ العمليات ضد قوات جيشه.

وعن استخدام الغزيين دروعًا بشرية، لم يسبق توجيه هذه الاتهامات لفصائل المقاومة الفلسطينية، إلا أن جنودًا إسرائيليين اعترفوا منتصف الشهر الجاري أنهم شاهدوا أو شاركوا في عمليات استخدام معتقلين فلسطينيين دروعًا بشرية في الحرب الجارية في غزة، حسب تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز، مؤكدين أنها "تُنفذ بدعم لوجستي كبير ومعرفة القادة الإسرائيليين في ساحة المعركة".

وفي منتصف أغسطس/آب الماضي كذلك، أكدت مصادر استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين المدنيين دروعًا بشرية في غزة، لدخول الأنفاق وتطهير المباني التي يشتبه في أنها قد تكون مفخخة، وفق تحقيق نشرته هآرتس الإسرائيلية، والجارديان البريطانية.

في عام 2005، حظرت المحكمة العليا في إسرائيل استخدام الفلسطينيين دروعًا بشرية، ردًا على التماس ضد "إجراء الجار" الذي يطبقه جيش الاحتلال في الضفة الغربية، حيث يجبر الجنود المدنيين على التقدم أمامهم عند مداهمة المنازل هناك.

وأدّب الاحتلال 6 جنود آخرين لاستخدامهم مدنيين دروعًا بشرية في 2009، وفق هيومن رايتس ووتش. وفي مايو/أيار 2002 أيضًا، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي "أمرًا صريحًا" بحظر اتخاذ الجنود الإسرائيليين دروعًا بشرية، حسب المنظمة الحقوقية.

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في العدوان على غزة لليوم الـ383، الذي راح ضحيته 42718 قتيلًا، و100282 إصابة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.