رصد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة صاروخًا باتجاه مستوطنة سديروت، في وقت أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تمكن مقاتليها من إيقاع قوة عسكرية إسرائيلية في كمين.
وقالت القسام، في بيان اطلعت المنصة عليه، "رصد مجاهدونا وصول دبابة، وناقلة جند، وجرافتين عسكريتين صهيونيتين من نوع D9 محملتين بعدد من المواد المتفجرة شديدة التدمير".
وأضاف البيان "استهدف مجاهدونا الجرّافة الأولى بقذيفة الياسين 105"، والجرافة الثانية بعبوة متفجرة، مما أدى إلى انفجار الآليات في الرتل العسكري وتدميره "وإيقاع طواقم الآليات بين قتيل وجريح، غرب معسكر جباليا شمال مدينة غزة".
ونشرت القسام فيديو لاستهداف ناقلة جند إسرائيلية، وقنص جندي في محيط منطقة الخزندار شمال غرب مدينة غزة، بالإضافة لمشاهد إطلاق عشرات من قذائف الهاون باتجاه تجمعات جيش الاحتلال شمالًا.
في غضون ذلك، أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، عشرات النساء والأطفال الموجودين في مراكز الإيواء بمخيم جباليا، على النزوح القسري تحت تهديد السلاح والدبابات والمسيرات، إلى مناطق جباليا البلد وشمال شرق مدينة غزة ومناطق أخرى.
ووصل عشرات من النساء والأطفال إلى منطقة جباليا البلد، التي تبعد عن مخيم جباليا قرابة 5 كيلومترات، مشيًا على الأقدام، وقالت إحدى النازحات لـ المنصة، إنهم اضطروا إلى ترك أبنائهم الشباب وأزواجهم وأشقائهم رهن الاعتقال من قبل جيش الاحتلال، الذي أجبرهم على النزوح تحت التهديد.
وتابعت "قصفونا بالدبابات وفي ناس اتصابت وناس ماتت، لا قدرنا نحمل حد ولا ننقذ حد كل واحد يا دوب يحمل أطفاله وشوية أغراض، في ناس نسيت تلبس شبشبها من الخوف وطلعت تجري، الوضع هناك رعب رعب".
وأوضحت نازحة ثانية لـ المنصة أنهم تعرضوا للحصار واضطروا لتقاسم بعض المعلبات الغذائية دون خبز أو أرز "إحنا بس كنا بنسد جوعنا وجوع أطفالنا تحت القصف والضرب والحصار، لكن بالحقيقة إحنا كنا بنموت على البطيء".
وأشارت إلى أنهم لا يعلمون مصير أزواجهم وأبنائهم الشباب "خلونا نطلع تحت التهديد، والرجال والشباب خلوهم لحالهم، هل اعتقلوهم؟ أعدموهم؟ إحنا ما بنعرف"، مضيفة "في ناس اتصاب أطفالهم من القصف الأخير الاحتلال محاصرنا، وناس تقطعت رجليهم كتير وأغلبهم أطفال، وما حدا قدر يحملهم وما بنعرف كمان مصيرهم".
وقال شاهد عيان لـ المنصة، من داخل مخيم جباليا، إنّ جيش الاحتلال لا يزال يعمل على قصف واستهداف منازل المواطنين، وأنّ عشرات القذائف سقطت على منازل مأهولة بالسكان "الناس جثامينها مرمية بالشوارع لا في إسعاف قادر يوصلهم ولا دفاع مدني".
ولم يتوقف جيش الاحتلال عند هذا الحد، بل استكمل عمليات القصف والتجريف في بلدة بيت لاهيا ومحيط مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي ومستشفى اليمن السعيد في شمال القطاع، حيث لا تزال الطواقم الطبية تتعرض لحصار المستشفيات وفقدانها للمستلزمات الطبية ونقص في الكوادر والتخصصات، حسبما قال مدير عام المستشفيات في قطاع غزة الدكتور منير البرش لـ المنصة.
وأوضح أنّ مستشفى كمال عدوان نفدت لديهم وحدات الدم ما تسبب في موت عدد من الجرحى فيما ينتظر آخرون مصيرهم المحتم بالموت إن لم تتدخل المؤسسات الدولية والأممية وتوفر طريقًا آمنة لإخراجهم أو تأمين احتياجات الطواقم الطبية لضمان استمرار عملهم.
وفي مدينة غزة، قصفت طائرات الاحتلال، مساء الاثنين، جزءًا من مبنى الإدارة في ملعب فلسطين الكروي، غرب المدينة، حيث يوجد نازحون داخل بنايات الملعب، ما تسبب في إصابة شابين بشظايا من صاروخ طائرة استطلاع.
وفي قصف ثانٍ استهدف منزلًا في شارع الجلاء شمال غزة، نقلت الإسعافات عدة إصابات من جيران المنزل المستهدف إلى المستشفى المعمداني. وقال شاهد عيان لـ المنصة، إنّ المنزل مُخلى من سكانه، وكان الاحتلال قصفه مرتين منفصلتين في أوقات سابقة.
وسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي، منتصف ليلة الثلاثاء، بدخول 9 شاحنات مساعدات لمدينة غزة عن طريق معبر إيرز الغربي، وذلك حسبما أفاد مصدر من سائقي الشاحنات لـ المنصة.
وأوضح أنّ الشاحنات تحمل طرودًا غذائية وخيامًا ومعدات طبية في طريقها للتنزيل في مخازن وكالة الغوث "الأونروا".
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ381، ووفق آخر إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت أعداد الضحايا إلى 42603 قتلى و99795 مصابًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.