حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، مئات الغزيين النازحين في المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء في مخيم جباليا، وأجبرهم على النزوح الجماعي باتجاه مدينة غزة، واستمر في استهداف المدنيين في مختلف مناطق جباليا وبيت لاهيا، شمال القطاع، ما خلّف أكثر من 30 ضحية وصلوا إلى المستشفيات وعددًا آخر من الضحايا الملقاة جثامينهم في الطرقات وتحت أنقاض المنازل.
وقال مصدر، وهو صحفي في شمال غزة، لـ المنصة إن جيش الاحتلال حاصر النازحين في مراكز الإيواء، قرب بركة أبو راشد، وسط مخيم جياليا، وطالبهم بالتجمع خارج مباني المدارس التي تؤويهم، وخلال ذلك أطلق عددًا من القذائف المدفعية على المباني بشكلٍ مباشرٍ لإجبار المواطنين على الخروج، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد منهم.
وأوضح أنه وسط حالة الخوف والرعب التي تسبب بها الاحتلال للنساء والأطفال وكبار السن، أُجبر المواطنون على الخروج والتجمع قبالة المدارس في الشوارع وبين المنازل المدمرة، تحت تهديد عدد من المسيّرات، واضطروا للسير باتجاه مدينة غزة تحت المراقبة.
وأكد المصدر أن جيش الاحتلال يعمل على تفريغ كل مناطق مخيم جباليا من المدنيين بشكلٍ كامل، وذلك بعد محاصرتهم لليوم السابع عشر على التوالي ومنع وصول المواد الغذائية والمياه لهم، دون السماح للمدنيين بأخذ مقتنياتهم.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عبر إكس، أن جيش الاحتلال يسمح "للسكان بالانتقال بشكل آمن من المنطقة عبر المسارات المرتبة"، مشيرًا إلى نزوح أكثر من 5 آلاف فلسطيني حتى الآن.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أمس مقتل قائد اللواء 401، العقيد إحسان دقسة، وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة في معارك في جباليا، شمال قطاع غزة.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن العقيد دقسة كان برفقة 3 ضباط آخرين في دبابتين داخل جباليا بمنطقة المعارك، وأضافت أنه خرج مع الضباط من الدبابتين مسافة 20 مترًا، وأثناء تحركهم تم تفجير عبوة ناسفة بهم، وفق الجزيرة.
بالتوازي مع عملية تهجير المدنيين، قصف جيش الاحتلال منازل وتجمعات المواطنين في مخيم جباليا، مستهدفًا أيضًا مجموعةً من الأطفال كانوا يعملون على تعبئة جالونات المياه، ما تسبب في مقتل 9 غالبيتهم أطفال.
وقصفت طائرات الاحتلال مناطق السودانية وحي الصفطاوي والتوأم والكرامة جنوب غرب وسط قطاع غزة، وتعمد الاحتلال نسف المباني والمربعات السكنية التي يوجد بداخلها عدد من المنازل ومراكز الإيواء المأهولة بالمدنيين.
وأفاد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل لـ المنصة، بأن جيش الاحتلال يتعمد مواصلة وقتل كل ما هو حي في شمال القطاع، إلى جانب استمراره في تدمير ونسف المنازل السكنية، مشيرًا إلى عدم قدرة طواقمهم على التنقل وتقديم الخدمات بأدواتهم المحدودة للمواطنين المستهدفين في منازلهم.
وتطرق بصل خلال حديثه إلى وصول عشرات المناشدات من مواطنين أحياء موجودين تحت أنقاض منازلهم في مختلف مناطق شمال قطاع غزة، بالتحديد في مخيم جباليا، دون أن يتمكن الدفاع المدني من الوصول لهم بسبب سيطرة الاحتلال على المناطق وإغلاق الطرق واستهدافه سياراتهم أكثر من مرة.
من جانبه، قال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية لـ المنصة، إنّ طواقمهم الطبية استقبلت عشرات الإصابات والجرحى والضحايا، إلا أنهم لم يتمكنوا من تقديم كل الخدمات بالشكل المطلوب بسبب شُح الأدوات الطبية، مشيرًا إلى نفاد الأكفان من المستشفى بسبب الأعداد الكبيرة للضحايا خلال الأيام الماضية.
وفي خانيونس جنوب قطاع غزة، استهدفت مسيرات إسرائيلية، الاثنين، خيام النازحين في مكانين منفصلين بالمدينة، ما أدى إلى مقتل 6 مواطنين نازحين، بينهم طفلان وإصابة 13 آخرين وصلوا إلى مستشفى ناصر الطبي.
وقال شاهد لـ المنصة إنّ مسيرة ألقت قنبلة على خيمة للنازحين من عائلة النجار في منطقة المجايدة غرب خانيونس، ما أدى إلى مقتل شاب وطفله البالغ من العمر 3 سنوات وإصابة 6 آخرين بشظايا، موضحًا أنّ المنطقة المستهدفة تحتوي على عشرات خيام النازحين، وأنه لا أعمال عسكرية في المكان.
وبعد دقائق من الاستهداف الأول، ألقت مسيرة ثانية قنبلة على خيام للنازحين في منطقة قيزان النجار جنوب خانيونس، الأمر الذي تسبب في مقتل 4 مواطنين بينهم طفل وحيد والداه من النازحين في مدينة غزة شمال القطاع، كما أصيب 7 آخرون.
وانتشل مواطنون، صباح الاثنين، 5 جثامين من مناطق متفرقة شمال وشمال غرب مدينة رفح، كانوا قتلوا برصاص جيش الاحتلال خلال وقت سابق، حسبما قال مصدر طبي في مشرحة مستشفى ناصر لـ المنصة.
وتنتظر حماس إجراء انتخاباتها الداخلية في مارس/آذار المقبل في حال توفرت الظروف المناسبة لعقدها، وخلالها ستختار خليفة لرئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار الذي قتل قبل أيام، وفق مصدر في حماس لم تسمه الشرق.
وأضاف المصدر أنّ اللجنة الخماسية ستتولى إدارة الحركة، التي تضم نائب رئيس المكتب السياسي خليل الحية، ورئيس الحركة في الضفة الغربية زاهر جبارين، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، وأمين سر المكتب السياسي لحماس روحي مشتهى، إضافة لرئيس مجلس الشورى العام محمد درويش الذي يتولى التنسيق بين الأقاليم.