علق طلاب جامعة الجلالة "الأهلية" احتجاجاتهم، وأنهوا إضرابهم عن الدراسة الذي استمر خلال الأيام الثلاثة التي تلت حادث انقلاب أوتوبيس، كان يقل زملاء لهم على طريق "الجلالة - العين السخنة" باتجاه "الزعفرانة - السويس"، ما أدى إلى وفاة 13 طالبًا وإصابة العشرات.
وجاء قرار الطلاب وقف الاحتجاجات بعد استجابة إدارة الجامعة لبعض مطالبهم، وتعهدها بدراسة وتنفيذ باقي المطالب، فيما لم يستبعد الطلاب العودة للاحتجاج مرة أخرى، حال تراجعت الإدارة عن تنفيذ وعودها، وفق طالبين تحدثا لـ المنصة.
واحتشد مئات الطلاب في ساحة الجامعة أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس الماضية، وحملوا إدارة الجامعة مسؤولية الحادث بسبب سياستها تجاه توفير السكن الجامعي والمواصلات، إذ "تستهدف الربح بعيدًا عن احتياجات الطلاب وسلامتهم"، وفق الطالبين.
وقالت إحدى الطالبات لـ المنصة إن الجامعة قررت تشغيل عددًا من الباصات لنقل الطلاب من أماكن سكنهم في بورتو السخنة والقرى السياحية الأخرى إلى الجامعة، ذهابًا وعودة، بدايةً من اليوم وطوال الترم الحالي مجانًا، كما قررت تحمل تكلفة انتقال الطلاب من الجامعة إلى القاهرة من خلال باصات الشركات التي تتعاقد معها لمدة أسبوعين، مشيرة إلى أنه رغم استئناف الطلاب للمحاضرات، فإن عددًا كبيرًا قد يصل إلى النصف، لم يأتِ الجامعة من الأساس.
وأضافت الطالبة، التي طلبت عدم نشر اسمها، أن "الطلاب أكدوا للإدارة أنهم مش هيستجيبوا لأي مسكنات، ولازم الجامعة تقدم حلولًا جذرية للمشاكل، يعني أزمة ارتفاع أسعار السكن الجامعي والمواصلات لازم تنتهي، ويكون في أسعار مناسبة".
وقال طالب آخر لـ المنصة إن ما أعلنت عنه إدارة الجامعة حتى الآن لا يزال جزءًا صغيرًا جدًا من مطالبهم، وأن هناك مطالب أخرى تتعلق مباشرة بسلامة الطلاب يجب على الإدارة تنفيذها، إلى جانب مسألتي السكن والمواصلات، وهي توفير الرعاية الصحية الملائمة.
وأشار إلى أن الطلاب سيتابعون ما إذا كانت الجامعة ستفي بوعودها بالتكفل بالعلاج الكامل للمصابين، وتخفيض مصروفاتهم الجامعية بنسبة 50%، سواء في الحادث الأخير أو الحوادث التي وقعت في الأعوام الماضية، خاصة وأنها تخلت عن 3 مصابين يعانون من بتر أطرافهم في حادث وقع العام الماضي، بعدما وعدت بتوفير أجهزة تعويضية لهم.
ويشكو طلاب جامعة الجلالة من رفع الإدارة لأسعار السكن الجامعي، من 12 ألف جنيه للسرير في الغرفة "الدبل" عام 2022 إلى 20 ألف جنيه خلال العام الحالي 2024 في الترم، أي 40 ألفًا في العام الدراسي الواحد، إضافة لرفع أسعار اشتراكات "الباصات" إلى 16 ألفًا و500 جنيه في الترم الواحد، ما اضطر الطلاب للسكن في القرى السياحية بالسخنة، والتعاقد مع باصات من خارج الشركات التي تتعاقد معها الجامعة.
وأصدرت إدارة جامعة الجلالة بيانًا، الأربعاء، قالت فيه إنها قررت "تشكيل فريق دعم صحي ونفسي ودراسي لحالات المصابين، نظرًا لأن آثار ما بعد الصدمة قد تؤثر على أدائهم الدراسي بعد تلك اللحظات العصيبة، وتحمل كل نفقات العلاج دون التقيد بالحد الأقصى للتغطية التأمينية للطلاب، وتقديم منحة بنسبة 50% لكل المصابين بالحادث، وذلك حتى تمام التخرج".
إضافة إلى "توفير وسيلة نقل آمنة عاجلة للمقيمين في قرية بورتو من وإلى الجامعة دون أي أعباء مالية، حتى يتم توفير سكن لهم في مدينة الجلالة، ودعم طلاب الجامعة نفسيًا في مواجهة مصابنا الأليم، وتحليل طلباتهم المشروعة وتنفيذ ما يقع في نطاق صلاحيات إدارة الجامعة على الفور، ودراسة التوسع في السكن الجامعي في مدينة الجلالة ليشمل الجميع، وذلك بالتعاون مع الجهات المسؤولة".
وارتفع عدد وفيات حادث أوتوبيس جامعة الجلالة إلى 13 طالبًا بعد وفاة طالبة كانت داخل العناية المركزة، متأثرة بإصابتها، الجمعة.
وأمر النائب العام المستشار محمد شوقي، الثلاثاء الماضي، حبس السائق 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد ثبوت تعاطيه المخدرات، واتهام مصابين في الحادث له في تحقيقات النيابة "بالقيادة بسرعة هائلة أدت لاختلال عجلة القيادة وانقلاب الأوتوبيس"، قبل أن تعلن النيابة العامة، في بيان لاحق، إحالة السائق إلى محكمة الجنايات المختصة.