أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ هجوم على مقر قيادة تابع لاستخبارات حزب الله وورشة إنتاج أسلحة تحت الأرض في بيروت والقضاء على 3 أعضاء بارزين في الحزب، وذلك بعد يوم من مطالبة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، تل أبيب، بتقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها، في وقت تجددت الاتهامات باستخدام الاحتلال أسلحةً محرمةً دوليةً في هجماتها على لبنان.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، اليوم، إن "طائرات إسرائيلية أغارت في ساعات الصباح وبتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات على مقر قيادة لركن الاستخبارات في حزب الله إلى جانب ورشة إنتاج أسلحة تحت الأرض في بيروت".
وكان أوستن طالب إسرائيل، أمس، بتقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها، كما دعا إلى بدء مرحلة انتقالية تسمح بعودة المحتجزين في قطاع غزة، وأوضح أن "المجتمع الدولي ملتزم بالعمل مع الجيش اللبناني واليونيفيل لضمان أمن واستقرار لبنان"، وفق سكاي نيوز.
وأكد أوستن "أثرت مسألة أمن اليونيفيل في لبنان مع إسرائيل التي أبلغتني بعدم وجود نية لاستهداف القوة"، مبينًا أن "دور قوات اليونيفيل مهم جدًا وستواصل الاضطلاع بمهمتها".
وقبل أسبوع، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأمم المتحدة، لسحب قوات اليونيفيل، وزعم أن وجود قوات حفظ السلام "كان يهدف إلى توفير درع بشري لحزب الله"، بعد يوم من إدانة 40 دولة الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل، جنوب لبنان، التي تسببت في إصابة 5 أشخاص.
وأعلن جيش الاحتلال، اليوم، مواجهة نحو 70 صاروخًا قادمًا من لبنان، مشيرًا إلى تشغيل صفارات الإنذار في منطقتي الجليل الغربي والأعلى، وحسبما نقلت الشرق عن وسائل إعلام عبرية، فإن بعض الصواريخ جرى اعتراضها، في حين سقطت بضعة صواريخ مُشعِلة نيرانًا في بعض المناطق.
وفي لبنان، كشفت نقابة الكيميائيين، مؤخرًا، أن "حجم الدمار واختراق المباني والأرض لعشرات الأمتار دليل على استخدام القنابل التي تحتوي على اليورانيوم المُنضَّب المحرمة دوليًا"، وفق الشرق.
من جهته، قال مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بلال نصولي للشرق، وهو أعلى مرجع لبناني رسمي علمي في هذا الملف، إن الهيئة "تمكنت مؤخرًا برفقة فوج الهندسة التابع للجيش اللبناني من الوصول إلى موقعين مشبوهين لأخذ العينات، من بينهما موقع استهداف أمين عام حزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكن النتائج الأولية لتقاريرها تحتاج لأيام عدة".
وأكد بلال نصولي أن الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية رصدت "استخدامًا واسع النطاق للفوسفور الأبيض في الجنوب والبقاع بكميات هائلة"، لافتًا إلى أن إسرائيل "اعترفت باستخدام قنابل مضادة للتحصينات، وهذا النوع من القنابل قد يحتوي على اليورانيوم المنضّب، الذي يُستخدم عادة في الأسلحة المضادة للدروع، لا للتحصينات"، وفق الشرق.
الاتهام باستخدام إسرائيل الأسلحة المحرمة دوليًا في لبنان ليس الأول، إذ سبق وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، الشهر الحالي، أن "جيش الاحتلال استخدم القنابل الفسفورية المحرمة دوليًا في غارته على الباشورة".
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن حصيلة القتلى جراء الغارات المتواصلة خلال اليومين الماضيين وصلت إلى 36 شخصًا، بالإضافة إلى 204 جرحى على الأقل، موضحة أن الحصيلة النهائية ارتفعت إلى 2448 قتيلًا و11471 جريحًا منذ بدء الحرب الحالية، وفق BBC.
وتتواصل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله.