ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، مجزرة جديدة بحق المدنيين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، راح ضحيتها 73 قتيلًا حتى الآن، حسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في وقت كثف فيه الاحتلال هجماته على مخيم جباليا مستهدفًا المستشفيات ومراكز الإيواء، كما شن عدة غارات جوية فجر الأحد على مناطق متفرقة من القطاع.
وقصف جيش الاحتلال 5 منازل مأهولة بالسكان في بيت لاهيا في محيط مسجد القسام، القريب من مستشفى كمال عدوان، دون سابق إنذار، ما أسفر عن عشرات القتلى، وأكثر من 100 مصاب، وصل عدد منهم إلى المستشفيات، حسب المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل.
وقال بصل لـ المنصة إن القصف تسبب في دمار واسع، وأنّ طواقمهم انتشلت عددًا كبيرًا من الضحايا غالبيتهم أطفال "البيوت مأهولة بعدد كبير من السكان، حاولنا ننتشل كل الضحايا من بين الركام ولكن لم نتمكن من إحصاء كل من كان موجودًا داخل المنازل، ما زلنا نعمل في المكان ونحتاج لساعات من العمل في محاولة لانتشال الجميع".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان عبر تليجرام، اطلعت المنصة عليه، "يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب تطهير عرقي واستئصال وإبادة بشكل واضح، وهذه المرة في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مُروّعة راح ضحيتها حتى الآن 73 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك بعد قصف مربعات سكنية مكتظة بالسُّكَّان الآمنين".
من جانبه، قال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية لـ المنصة إن أعداد المصابين التي وصلت المستشفى تفوق قدرته الاستيعابية في ظل نقص حاد في المستلزمات والكوادر الطبية، مشيرًا إلى أن المستشفى استقبل حتى الآن 67 قتيًلًا وعشرات المصابين جراء الهجوم على بيت لاهيا.
وأشار إلى أنّ عشرات المصابين يواجهون خطر الموت نتيجة عجز الكوادر الطبية عن علاجهم، "وصلنا إلى مرحلة المفاضلة في التعامل مع الحالات والكثير من الإصابات فارقت الحياة لعدم قدرتنا على التعامل معها".
ونوه أبو صفية إلى أنّ محيط المستشفى تعرض لقصف وإطلاق نار على على مدار يوم أمس، من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدف خزانات المياه وشبكة الكهرباء.
من جانبه زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر إكس، أنه "بعد الفحص الأولي بخصوص التقارير من منطقة بيت لاهيا نوضح أن الأرقام التي ينشرها مكتب الإعلام الحكومي في غزة، والذي يعمل كذراع إعلامية لحماس، مبالغ فيها ولا تتوافق مع المعلومات الواردة في جيش الدفاع وأنواع الذخيرة الدقيقة التي تم استخدامها ودقة الإصابة في هدف إرهابي لحماس".
وسبق وأوضح المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي سبب التباين بين الأرقام التي تعلنها المستشفيات والأرقام التي يعلنها المكتب الإعلامي، إذ تستخدم المستشفيات توثيق أعداد من عثر على جثثهم فقط، بينما يحصي المكتب الإعلامي المفقودين تحت الأنقاض.
يأتي ذلك وسط استمرار انقطاع الاتصالات والإنترنت عن شمال القطاع منذ مساء الجمعة الماضية، ما يجعل التواصل مع سكان المناطق الشمالية صعبًا باستثناء من يمتلكون شرائح إلكترونية دولية.
وقال مصدر موجود في مخيم جباليا لـ المنصة، إن الاتصالات في ظل القصف المكثف تعرض حياتهم للخطر، حيث يضطرون إلى الصعود لطوابق عليا للحصول على الإنترنت والتواصل مع العالم الخارجي.
ويضيف "إحنا بدناش نموت بصمت، بدنا العالم يسمع صوتنا ويعرف إيش بصير عنا، إحنا بكل لحظة بنتعرض للقتل أو الإصابة أو الاعتقال"، مشيرًا إلى أنّ آليات الاحتلال تتمركز على امتداد شارع الفالوجا من دوار أبو شرخ جنوب غرب المخيم وحتى مفترق الاتصالات شمالًا، وفتح جيش الاحتلال طرقًا واسعة فوق أنقاض المنازل التي جرفها لتسهيل تنقل آلياته داخل المخيم المعروف بمنازله المتلاصقة.
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة بأنّ قوات الاحتلال توسع وجودها وعملياتها العسكرية البرية في مختلف مناطق شمال القطاع، وبالتحديد مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا وحتى منطقة الصفطاوي جنوبًا، وهي المنطقة الواصلة بين المناطق الشمالية للقطاع وشمال مدينة غزة.
وفي قصف متزامن، فجر الأحد، قصفت طائرات حربية ومروحية مدينة غزة ومخيم النصيرات والزوايدة ومدينة دير البلح وسط القطاع.
وسقطت خمسة صواريخ على عدة منازل في حارة الريس بمنطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة، وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن القصف طال عددًا من المنازل الخالية من السكان، وأنّ طواقم الإسعاف انتشلت اثنين من المصابين من أحد المنازل تم نقلهم إلى المستشفى المعمداني لتلقي العلاج.
وفي دير البلح، قصفت طائرات مروحية بصاروخين، خيمة، ونقلت طواقم الإسعاف 5 مصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى، كما قصفت أرضًا زراعية بالقرب من مدرسة المزرعة غرب المدينة دون وقوع إصابات.
وفي استهداف آخر، أصيب 4 مواطنين نُقلوا بسيارات مدنية إلى مستشفى شهداء الأقصى، وهم نازحون من شمال القطاع إلى بلدة الزوايدة، عندما استهدفت طائرة استطلاع بصاروخ واحد أحد الشاليهات التي تؤوي عائلات نازحة، ووصف مصدر طبي لـ المنصة حالة المصابين بالمتوسطة والطفيفة.