تستمر العملية البرية الإسرائيلية على شمال غزة، ويستمر جيش الاحتلال في زرع البراميل المتفجرة مستهدفًا المدنيين، في وقت أعلنت وزارة الصحة ارتكاب الاحتلال "6 مجازر" خلال الـ24 ساعة الماضية خلفت 65 قتيلًا و140 مصابًا وصلوا إلى مختلف مستشفيات القطاع، في وقت سمح الاحتلال بدخول 67 شاحنة مساعدات منذ أمس.
وأكد ثلاثة شهود لـ المنصة، موجودون في مناطق مختلفة شمال القطاع، استمرار سماعهم لأصوات اشتباكات مسلحة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، فيما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهدافها في أوقات ومناطق مختلفة لعدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة الماضية، وفق بيانات اطلعت عليها المنصة.
وأوضح الشهود أن جيش الاحتلال لا يزال يفرض حصاره على مخيم جباليا ويعمل على زراعة براميل متفجرة بين أزقة المخيم، حيث يتعمد تفجير بعضها بين الحين والآخر في مناطق مكتظة بالمدنيين وبين المنازل المتلاصقة دون أي اعتبار لوجود الأطفال والنساء وكبار السن.
وكثف جيش الاحتلال، الأربعاء، من قصفه المدفعي بعشرات القذائف على مختلف مناطق وبلدات شمال القطاع، مع تركيزه بشكل أكبر على مخيم جباليا، حسبما أكد الشهود، وهو ما نتج عنه وصول إصابات وضحايا إلى المستشفيات لم يحدد عددهم.
وشهدت المناطق الشمالية لمخيم البريج وسط قطاع غزة، والمحاذية إلى محور نتساريم من الجهة الشرقية، توغلًا لعدد من الدبابات والجرافات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع إطلاق الرصاص بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين، بالإضافة إلى قصف مدفعي تسبب في أضرار مادية أصابت بعض المنازل المخلاة من السكان.
وقال شاهد لـ المنصة إن الجرافات الإسرائيلية استمر وجودها قرابة ثلاث ساعات، إذ عملت على تجريف بعض الأراضي الزراعية والمنازل شمال البريج تحت حماية من الدبابات والجنود قبل أن تنسحب باتجاه نتساريم.
ووسط قطاع غزة قُتل شابان أحدهما يعمل على بسطة صغيرة لبيع المنظفات شمال بلدة الزوايدة، إذ استهدفت طائرة لجيش الاحتلال سيارة تابعة لوزارة الاقتصاد بغزة كانت تسير في الشارع، ما تسبب في قتل الشابين وإصابة 3 آخرين بجراح، وُصفت حالة واحد منهم بالخطيرة في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
وأصيب شاب برصاصة في الرقبة شمال غرب النصيرات جراء إطلاق النار عليه من قبل مسيرة كوادكوبتر أثناء مروره على شارع البحر بين خيام النازحين، وفي الجهة المقابلة لتمركز جيش الاحتلال غرب محور نتساريم، حيث وصل إلى مستشفى العودة بالنصيرات لتلقي العلاج، حسبما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وفي رفح، قتل جيش الاحتلال شابين في قصف استهدفهما بالقرب من معبر صوفا على الحدود الشرقية، حيث كانا يحاولان تجميع الحطب الذي يستخدمانه في إشعال النيران لطهي الطعام في ظل شُح الغاز المنزلي بسبب القيود الإسرائيلية التي تحدد كميات دخوله إلى جنوب قطاع غزة، فيما تمنع وصوله إلى المناطق الشمالية منذ بدء الحرب الحالية.
ووصل جثمانا الشابين إلى مستشفى غزة الأوروبي بعد انتشالهما من قبل طواقم الإسعاف.
وأصيب شاب بجراح في استهداف جيش الاحتلال لمنزل سكني مكون من 5 طبقات غرب مدينة رفح. وقال شاهد عيان لـ المنصة إن المنزل مُخلى من السكان منذ أشهر بسبب العملية البرية الإسرائيلية على رفح والتي بدأت في مايو/آيار الماضي.
وفي سياق آخر، سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار اليوم وأمس الثلاثاء، بدخول 17 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية عن طريق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح إلى المناطق الجنوبية، وتتبع بعض الشاحنات مؤسسات دولية إغاثية، وذلك حسبما أكد سائق شاحنة لـ المنصة.
وأفاد السائق بدخول شاحنات محملة باللحوم والأسماك المجمدة وكميات قليلة من الخضروات والفواكه والبيض، لا تكفي حاجة أكثر من مليون ونصف المليون غزي، غالبيتهم من النازحين في وسط وجنوب القطاع.
فيما سمح جيش الاحتلال بدخول 50 شاحنة من المساعدات الغذائية القادمة من الأردن عن طريق معبر إيرز الغربي، شمال غرب القطاع. وقال جيش الاحتلال، في بيان اليوم، اطلعت عليه المنصة، إن المساعدات التي تشمل الغذاء والماء والمعدات الطبية المخصصة لمراكز الإيواء، دخلت بالتنسيق بين الجيش والأردن في إطار "إلتزام الجيش بنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، حسب البيان.
ولم يتضح ما إذا كان جيش الاحتلال سيسمح بدخول الشاحنات إلى مخيم جباليا المحاصر والممنوع عن سكانه دخول الطعام والشراب والأدوية منذ قرابة الأسبوعين، أم سيتم نقل الشاحنات وما تحمله من مساعدات إلى مدينة غزة وجنوب القطاع.
وارتفع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 42 ألفًا و409 قتلى و99 ألفًا و153 مصابًا، وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة في قطاع غزة.