حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، حكومة إسرائيل، من توقيع عقوبات عليها ووقف توريد الأسلحة لها ما لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال 30 يومًا، حسب أكسيوس.
وأغلقت السلطات الإسرائيلية المعابر المؤدية إلى غزة في وقت سابق من هذا الشهر، مما أدى إلى توقف تسليم المواد الغذائية والإمدادات الأساسية لـ400 ألف فلسطيني قبل أن تتمكن بعض الشاحنات من الدخول مرة أخرى أول أمس، وفق أكسيوس.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، حكومة بنيامين نتنياهو، في رسالة مشتركة مكتوبة من 4 صفحات، بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين أول الجاري، إلى تخفيف المعاناة عن سكان قطاع غزة، محذرة من تداعيات سياسية غير محددة.
ونقلت الجارديان عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، قوله إن إسرائيل تأخذ هذه المسألة على محمل الجد وتعتزم معالجة المخاوف التي أثيرت في الرسالة الأمريكية.
وتضمنت الرسالة شكوى أمريكية من تأخر إدخال المساعدات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة إلى قطاع غزة الذي دمرته الحرب، كما تراجعت نسب مرور المساعدات إلى أقل من 50%.
"نشعر بقلق خاص إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية، والتي تساهم في تدهور متسارع للأوضاع في غزة" كلمات أوردتها أمريكا في رسالتها لحكومة نتنياهو للتعبير عن استيائها من عدم تمرير المساعدات.
وأكدت أمريكا على إسرائيل ضرورة التزامها بتعهداتها لواشنطن وإدخال ما لا يقل عن 350 شاحنة مساعدات في غضون 30 يومًا، وفرض توقفات إنسانية للنشاط العسكري الإسرائيلي.
كما حذرت واشنطن من اتخاذ إجراءات تجاه إسرائيل بموجب مذكرة NSM-20 التي أصدرها مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، والتي تسمح لأمريكا بتعليق أي عمليات نقل لمواد دفاعية إذا اعتبرت وزارة الخارجية أو البنتاجون أن دولة تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية لا تفي بالضمانات المسبقة.
تأتي الرسالة الأمريكية، في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة أنها سترسل نظام "ثاد" المضاد للصواريخ إلى إسرائيل إلى جانب أفراد الجيش الأمريكي اللازمين لتشغيله، خوفًا من اتساع الحرب في المنطقة وتصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل.
ويأتي نشر القوات الأمريكية للدفاع عن إسرائيل، بعد أن ساعد الجيش الأمريكي في الدفاع عن إسرائيل ضد هجومين صاروخيين إيرانيين واسعي النطاق في أبريل/نيسان وأكتوبر.
ويعد نظام "ثاد" أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية تقدمًا، فهو يطلق صواريخ اعتراضية لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة. وتقدر تكلفة كل صاروخ اعتراضي بعشرات الملايين من الدولارات، وتحتوي البطارية القياسية على 48 صاروخًا اعتراضيًا.
كما أن التحذير الأمريكي ليس الأول من نوعه، إذ قال الرئيس جو بايدن لـCNN في مايو/آيار الماضي، إنه سيعلق شحنات أسلحة لإسرائيل إذا أمر نتنياهو قواته باجتياح رفح، واجتاحت قواته رفح في الشهر نفسه، ووافقت أمريكا بعدها على شحنات أسلحة في يوليو/تموز الماضي.
كذلك وافقت في أغسطس على بيع طائرات مقاتلة من طراز F-15 وعشرات الآلاف من قذائف الدبابات وقذائف الهاون، بنحو 20 مليار دولار لإسرائيل، وفق أكسيوس. إذ تعد الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل بالأسلحة، منذ بدء العدوان على غزة.
وتواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من العام الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية متواصلة راح ضحيتها حتى أمس 42344 شخصًا، أغلبهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 99 ألف مصاب.