سقطت منصة امتحانات الطلاب المصريين في الخارج، اليوم السبت، مع انطلاق الامتحانات للصفوف الثلاثة (الرابع والخامس والسادس الابتدائي)، ووجه عدد من المقيمين بالخارج استغاثات إلكترونية للقائمين على إدارة الامتحانات بوزارة التربية والتعليم، فيما أقر مصدر قيادي بقطاع التطوير التكنولوجي والامتحانات الرقمية في الوزارة بسقوط المنصة، مبررًا ذلك بكثرة الأحمال عليها ودخول الطلاب دفعة واحدة فور بدء الامتحان.
ورصدت المنصة، حالة غضب بين عدد من المصريين بالخارج، عبر جروب "أبناؤنا في الخارج في جميع أنحاء العالم"، الذي يضم 88 ألف عضو، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بينها ما كتبته ريهام محمود "يعني يرضي مين نجلس ساعتين من غير فايدة كل ترم يعملوا كدا فين المهندسين والناس المسئولة عن المنصة احنا تعبنا من الفشل دا".
وكتب آخر "إلى متى فشل بدون عقاب"، وقال ثالث "الوضع أسوأ من الترم الأول في ناس كتير جدا ممتحنش"، وذكر رابع "الموقع مش بيفتح بيجيب gate 504.. وبعدين مفيش تغيير من الترم الأول نفس الموقع".
سقوط مُتوقع
وكانت منصة امتحانات الطلاب المصريين في الخارج، سقطت خلال امتحانات الترم الأول، لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وحينها تقدمت وزارة التعليم باعتذار رسمي، وتعهدت بمحاسبة المسؤولين عن المشكلة التقنية في الوزارة، لكنها لم تعلن نتائج التحقيقات، أو تكشف عن وجود متورطين فيما حدث.
وقالت وزارة التعليم، أول أمس الخميس، في بيان رسمي، إن جميع امتحانات المصريين في الخارج ستكون إلكترونية، وسيتاح للطلاب الذين لم يتمكنوا من أداء الامتحانات، القيام بتحميل نسخة من الامتحان "بي دي إف"، ونموذج الإجابة الخاص به، من الساعة 12 مساء كل يوم ولمدة 24 ساعة، ويتم رفع الإجابة على نفس المنصة يوميًا.
ويعني ذلك، أن الوزارة وضعت حلًا استباقيًا لسقوط منصة الامتحانات، بأن أتاحت لأي طالب فشل في الدخول على الامتحان في التوقيت المحدد له، بأن يقوم خلال 24 ساعة لاحقة، بتحميله ورقيًا والإجابة عليه، وإرسال الإجابة على المنصة الامتحانية دون التقيد بالزمن المحدد للامتحان فقط.
وحددت الوزارة، موعد الدخول على المنصة للامتحان يوميًا، من التاسعة صباحًا إلى الرابعة مساءً بتوقيت كل دولة، وليس توقيت القاهرة، كما أنها قامت بتوزيع طلاب الصفوف المختلفة على أيام متعاقبة، ولم تضع جدولًا واحدًا لجميع الصفوف كما حدث في الترم الأول، حيث يمتحن الطلاب من الرابع للسادس الابتدائي من اليوم 6 مايو/أيار، وباقي الصفوف من 13 مايو.
ولا زالت الوزارة ترفض تحمل مسؤولية ذلك، وتلقي باللوم على الطلاب، إذ قال المصدر القيادي للمنصة، إن طلاب الصفوف الثلاثة، الرابع والخامس والسادس الابتدائي "هجموا مرة واحدة على المنصة فور إتاحة الامتحان، فأدى ذلك لسقوطها، مع أن الامتحان متاح من التاسعة صباحًا إلى الرابعة عصرًا".
وأشار المصدر إلى أن مسؤولي التطوير التكنولوجي يحاولون منذ صباح اليوم حل المشكلة التقنية، وحتى وقت الظهيرة، لم يتوصلوا إلى حل جذري للأزمة.
وقال المصدر، إن قرارا تم اتخاذه ظهر اليوم، يتضمن إتاحة تحميل نسخة إلكترونية من الامتحان، ونموذج الإجابة الخاص به، وحل جميع الأسئلة وكتابة بيانات الطالب عليها بعد تجميع الامتحانات في آخر يوم، ورفع أوراق كل الإجابات لجميع الامتحانات دفعة واحدة على أن يتم إرسالها للوزارة، وهو يختلف عن قرار الخميس الذي وضع حد زمني يوم واحد، بينما القرار الأخير رفع السقف الزمني لحين انتهاء الامتحان.
حيرة أولياء الأمور
ولا يزال محمود صبري، وهو ولي أمر مصري مقيم في السعودية، يجلس إلى جوار ابنه أحمد، منذ التاسعة صباحًا بتوقيت المملكة، حيث ينتظر إعادة فتح المنصة، معقبا في تصريحات هاتفية للمنصة "سايبين شغلنا وحالنا وقاعدين جمب ولادنا علشان يعرفوا يدخلوا على المنصة، للأسف اللي بيحصل في ملف امتحانات المصريين بالخارج فاق الحدود".
وقال الأب "زمان كنا بنمحتن ولادنا بأسهل طريقة.. الامتحانات تتحط على موقع الوزارة ونطبعها ونحلها ورقي ونبعتها للوزارة تصححها، هم عايزين يعملوا حاجة يقولوا إننا طورنا في طريقة الامتحانات، ويعملوا امتحانات بمنصة خاصة ويمتحن الطالب أون لاين في نفس توقيت الامتحان، طيب انتوا مش عارفين تعملوها بتحاسبونا احنا ليه وتعذبونا كده ليه".
و لفت ولي الأمر إلى أن المشكلة تتضاعف في ظل وجود أبناء لهم في مراحل تعليمية مختلفة، "أنا عندي واحد في رابعة وواحد في الصف السادس وواحد في أولى ثانوي، هل يُعقل اللي بيحصل ده".
وشكك ولي الأمر في أن هجوم الطلاب على الموقع السبب في سقوطه، قائلًا إن الدخول ليس في توقيت واحد، "كلام مش منطقي.. لأن كل طالب بيدخل بتوقيت الدولة بتاعته الساعة 9 الصبح، يعني لو الكل بيدخل بتوقيت القاهرة كنا صدقنا وقلنا ضغط كبير على المنصة".
وتابع أن الوزارة قسمت الطلاب على دفعات على عكس الفصل الدراسي الأول، أي أن الضغط يفترض أن يكون قل، وعلق "للأسف ده تبرير للإخفاق المتكرر".
وتتبع منصة امتحانات المصريين بالخارج، قطاع التطوير التكنولوجي والتعلم الرقمي بوزارة التربية والتعليم مباشرة، وهو نفس القطاع المعني بالإشراف على امتحانات الثانوية العامة الإلكترونية.
وتتكرر أزمة سقوط سيستم الامتحانات، وتعطل الموقع، كلما قررت وزارة التعليم عقد امتحانات إلكترونية، للطلاب المقيمين في الداخل أو الخارج، في ظل التوجه نحو رقمنة الامتحانات برمتها، وجاءت أزمة المصريين بالخارج لتضع الوزارة في مأزق، بين ضرورة الاستمرار في الرقمنة، وبين عدم كفاءة المنصات الامتحانية.
