"الآلاف ينطلقون في مسيرة من مسجد المشير طنطاوي، تأييدًا للرئيس"، خبر قد نراه يتكرر في شريط أخبار قناة حكومية مصرية، غدًا، ضمن تغطيتها الإخبارية في 11 نوفمبر/ تشرين ثان 2016، اليوم الموعود باسم "ثورة الغلابة".
منذ انطلاق الدعوة مجهولة المصدر، على فيسبوك وتويتر، بدأ المصريون في التخطيط لليوم بطرق مختلفة، فأعلنت صفحة إحدى مدن الألعاب الشهيرة عن عرض مغرِ لـ"ركوب كل المراجيح المجانية" في هذا اليوم بـ50 جنيه فقط. وسخر البعض بحدث موازٍ للانتحار الجماعي، بينما أعلن غيرهم عن نيتهم الساخرة لاغتنام الفرصة بسرقة كارفور، مستعيدين ما كان وقت الانفلات الأمني في ثورة 25 يناير.
ومن أيام ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث، وما كان من المصريين حيالها من أراء ومواقف، يمكن تصور خطط وسيناريوهات ما قد نراه غدًا، أو في حال استمرت الفعاليات لأكثر من يوم.
ملحوظة: كل الكلام أدناه من خيال المؤلف، ولا يمت للواقع بصلة، وأي تشابه قد يحدث بينه وبين الحقيقي، فهو من قبيل طولة العشرة مع الشعب.
أبناء التفويض
* مسيرة المشير طنطاوي
تخرج مذيعة التليفزيون المصري، لتعلن في نشرة الأخبار، انطلاق الآلاف من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس (ملحوظة: مصطفى محمود مش فاضي، حق انتفاع لجماعة آسفين يا ريس)، في مسيرة تأييد وتجديد تفويض للرئيس والحكومة.
وتظهر لقطات قريبة من المشاركين بعضهم وهو يرتدي تيشرتات مطبوع عليها صور الرئيس، والبعض الآخر يرتدي نظارات شمسية وقبعات مزينة بحرفي "C.C"، بينما يصرخ أحد الشرفاء أمام عدسة الكاميرا "لا للثورة، لا للغلابة".
* موجز الأنباء
تنقل مذيعة الطقس تحذيرات خبراء الأرصاد من استمرار التقلبات الجوية، التي تسببها موجة الطقس الباردة التي تضرب البلاد، ونصيحتهم للمواطنين بالبقاء في منازلهم.
* لن نركع
عنوان فترة مفتوحة، على مدار ساعتين في التليفزيون الحكومي، يتلقى فيها المذيع مكالمات من المواطنين، وهو يؤكد فشل الدعوات التخريبية، وسير الأمور بهدوء، ليقطع حديثه مداخلة فنانة كبيرة، تقترح لم المخربين وتصديرهم للخارج، لإجراء تجارب سريرية عليهم في المستشفيات البيطرية.
* توك شو
تستهل المذيعة الشهيرة، الحلقة الاستثنائية من برنامجها الحواري المسائي، بنصف ساعة من التوبيخ والتهديد والوعيد لدعاة التخريب، الذين يرغبون في هدم البلاد ووقف المشروعات القومية.
وفي الفقرة الإخبارية، التي تلت أغنية وطنية شارك فيها "نجوم بتحب مصر"، تعلن المذيعة استمرار الإجراءات الاحترازية بغلق محطة السادات، قبل أن تنتقل إلى تقرير مصوّر يستعرض مسيرة نظّمها نجوم البلد ومواطنيها الشرفاء، ضد المخربين.
* على قناة أخرى تنتمي للمجموعة الإعلامية نفسها، يستضيف زميلها خبير استراتيجي للحديث عن الحروب الميتافيزيقية، كاشفًا عن أسرار شحنات الوميض الكهرومغناطيس- إلكتروني، الذي تبثه الدول الماسونية لتغيير جينات المصريين، عن طريق زيادة نسبة الأدرينالين في الدم والبول.
معسكر "يترنح"
أما المعسكر الآخر، فينقل الحدث بصورة مختلفة تمامًا، من خلال إعادة نشر تويتات وفيديوهات القناة العربية الشهيرة.
* بث مباشر
تعمل القناة، منذ الصباح الباكر، على بث حي للمظاهرات "الحاشدة" في كل المحافظات، بمشاهد "كلوز" لأنصار الشرعية والشريعة يهتفون، بينما الحرائر تكتفين برفع اللافتات في صمت.
* شريط أخبار الفضائية
تبدأ الأخبار تتواتر وق\ بدأت جميعها بتعبير "أنباء عن..."، وتتحدث عن استقالات، وانشقاقات في هيئات حكومية حيوية.
* "عائدون"
تنقسم الشاشة نصفين، الأيمن ينقل المظاهرات، والأيسر ينقل بث مباشر لمؤتمر ائتلاف "عائدون"، الذي ينظمه من بقي من قيادات التنظيم خارج السجن، وذلك من مقر إقامتهم في إحدى العواصم الأجنبية.
سيادة اللواء
* تنقل الصفحة الرسمية، فيديو يعلن فيه سيادة اللواء، عدد من الضربات الأمنية الناجحة، ومن بينها ضبط عدد من دعاة التخريب، وفي جيب كل واحد منهم ورقة منشورات ملفوف بداخلها 10 جنيه.
* لكن حدث اليوم الأبرز، كان اكتشاف خلية "الطاقة السلبية"، التي تتبنى شعار "أيام سودا"، وتستهدف عناصرها بث الروح الانهزامية اليائسة في نفوس المواطنين، من خلال الكوميكس على فيسبوك، والحديث بصورة مبالغ فيها عن المشكلات الطفيفة مثل "الأسعار، والبطالة".
المترو (ماعدا السادات علشان مقفوله ومضلّمة)
يتردد في محطاته الداخلية عبارات منغمة من قبيل "لو سألتك انت مصري تقولي إيه؟" و"أصله ماعداش على مصر"، وسط استمتاع من العدد المحدود الذي خرج يوم إجازته للتنزه، متمتعًا بالأمن والآمان، رغم سوء حالة الطقس.