أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين/الأونروا، الثلاثاء، أن نحو 450 ألف شخص نزحوا قسرًا من رفح في جنوب قطاع غزة، منذ صدور أمر الإخلاء الإسرائيلي في 6 مايو/أيار الجاري، في وقت قال مسؤولان أمريكيان لم تسمهما شبكة CNN، إن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن إسرائيل حشدت قوات على أطراف رفح تكفي لتنفيذ توغل شامل في الأيام المقبلة.
وقالت الوكالة الأممية على فيسبوك إن شوارع رفح تبدو خالية مع استمرار هروب العائلات بحثًا عن الأمان، وأضافت "يعاني الناس من الإنهاك والجوع والخوف بشكل متواصل. لا يوجد مكان آمن"، وشددت على أن وقف إطلاق النار الفوري "هو الأمل الوحيد".
وأمس قالت مديرة مكتب إعلام الأونروا في غزة إيناس حمدان للقناة الأولى المصرية "لم تصل أي مواد إغاثية إلى غزة عبر المعابر، والمواد المتوفرة في مستودعات الأونروا بدأت تنفد. تستمر الأونروا في تقديم الخدمات الإغاثية للسكان في رفح قدر الإمكان. ولكن إذا استمر إغلاق المعابر، فسيؤثر ذلك بشكل كبير على خدماتنا".
المسؤولان الأمريكيان لا يزالان غير متأكدَين مما إذا كانت إسرائيل اتخذت قرارًا نهائيًا بشن هجوم شامل على رفح، وفق صحيفة الشرق الأوسط.
وتوغلت عدد من الدبابات وآليات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، داخل المناطق الشرقية والجنوب شرقية لمدينة رفح، بعد ساعات من إصدار أوامر بإخلاء السكان والنازحين من أحياء وبلدات شرق المدينة، تحت وقع قصف وطيران الاحتلال الكثيف. ونشر جيش الاحتلال فيديوهات على إكس بعد اقتحامه معبر رفح، ورفع العلم الإسرائيلي عليه لأول مرة منذ 2015.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقريرها الإحصائي اليومي عن ضحايا العدوان الإسرائيلي، ارتفاع حصيلة العدوان إلى 35 ألفًا و173 قتيلًا، و79 ألفًا و61 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحول منزل عائلة كراجة الذي استهدفه جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قال أحد أقارب العائلة لـ المنصة إن المنزل كان يؤوي عددًا من العائلات النازحة من الأقارب الذين اضطروا للنزوح من منازلهم في وقت سابق، مشيرًا إلى أن المنزل كان به أكثر من 70 مواطنًا.
وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إن الطواقم تمكنت من انتشال 8 قتلى وإنقاذ عشرات الإصابات، أغلبهم من النساء والأطفال، بعد استهداف طائرات الاحتلال المبنى المكون من ثلاثة طوابق، ولا يزال عدد كبير من الضحايا مفقودين تحت الأنقاض.
وقال أحد الناجين، الذي أصيب بكسور في يده، لـ المنصة "إحنا كنا نايمين وفجأة ما حسينا إلا إشي بنفجر فينا، أنا حتى الآن مش لاقي ولادي، بحكولي لسه ما وصلولهم تحت الأنقاض"، موضحًا أنه لجأ وأسرته الصغيرة إلى المنزل قبل يومين بعد اضطرارهم للإخلاء والنزوح من رفح.
في الوقت نفسه، كثف جيش الاحتلال من قصفه المدفعي على محاور التوغل البري الثلاثة في قطاع غزة "شرق رفح، جنوب مدينة غزة، ومخيم جباليا شمال القطاع".
في جباليا، قالت شاهدة من داخل المخيم لـ المنصة "نعيش في يوم القيامة، القصف لم يتوقف طول ساعات الليل"، وأوضحت أنهم لم يتمكنوا من النزوح بسبب كثافة الغارات، وقالت "لا نستطيع استخدام أي إضاءة خلال ساعات الليل، ونضع بعض الأغطية المُعتمة على الشبابيك حتى لا نلفت انتباه طائرات المراقبة بوجودنا".
وأوضح شاهد آخر من مخيم جباليا لـ المنصة أن "عددًا كبيرًا من السكان ما قدروا ينزحوا من بيوتهم، وتم استهدافها بشكل مُباشر".
وفي رفح، تقدمت الآليات العسكرية الإسرائيلية من الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة باتجاه وسط رفح، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة، وقال "تقدم جيش الاحتلال ما بين حي السلام والحي البرازيلي تحت غطاء قذائف المدفعية فجر الثلاثاء"، مشيرًا إلى وقوع اشتباكات مُسلحة بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة.
وحسب تقرير وزارة الصحة بغزة، ارتكب الاحتلال "8 مجازر ضد العائلات في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية ما أدى إلى مقتل 82 قتيلًا، وإصابة أكثر من 234".