في تطور جديد، ينبئ باستعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع هجومه برًا على مدينة رفح، متجاهلًا التحذيرات الدولية، أبلغ جيش الاحتلال، اليوم السبت، سكان عدد من المخيمات والأحياء بالمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة بإخلاء أماكن نزوحهم، تمهيدًا لتوسيع منطقة القتال لتشمل شرق ووسط وجزء من غرب رفح.
ووافق مجلس الحرب الإسرائيلي، أمس، على توسيع منطقة عمليات الجيش في رفح جنوب قطاع غزة، وفق ما نقله موقع الشرق ما عن موقع أكسيوس الأمريكي.
وقال مصدران لموقع أكسيوس، إنه سيكون "توسّعًا محسوبًا"، ولا يتجاوز "الخط الأحمر"، الذي وضعه الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن اجتياح كبير لمدينة رفح، في حين أشار مصدر ثالث إلى أن خطط "التوسّع الموافق عليها، تشمل إجراءات يمكن أن تفسرها الولايات المتحدة على أنها تجاوز للخط الأحمر، الذي وضعه بايدن".
وأكد مراسل المنصة في غزة، أن جيش الاحتلال تواصل مع عدد من الصحفيين المتواجدين بجوار مستشفى الكويت التخصصي بمخيم الشابورة برفح، وأبلغهم بضرورة إخلاء المنطقة، وقال المصور الصحفي محمد ضاهر "تلقينا اتصالًا أنا وعدد من الزملاء، بلغونا فيه بالإخلاء، ومجبرين ننتقل وننقل عملنا، إلى منطقة أخرى في خانيونس"، مشيرًا إلى اضطراره إلى النزوح أكثر من مرة تنفيذًا لطلبات جيش الاحتلال.
فيما أكد مصدر طبي بالمستشفى الأوروبي شمال رفح، لـ المنصة، أن جيش الاحتلال أبلغ الوفد الأمريكي الطبي المتواجد بضرورة إخلاء الحي الإداري، وحي الجنينة، وخربة العدس، والشابورة في رفح.
وصباح السبت، أطلق المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، نداءً إلى جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر وبيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين والروضة، والنزهة، والجرن، والنهضة، والزهور، قال فيه "توجهوا فورًا إلى المآوي غرب مدينة غزة".
وأضاف أدرعي، عبر حسابه على إكس، "تتواجدون في منطقة قتال خطيرة، تحاول حماس إعمار قدراتها في المنطقة، ولذلك سيعمل جيش الدفاع بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة التي تتواجدون فيها، ولذلك كل من يتواجد في تلك المناطق يعرض نفسه وعائلته للخطر"، محذرًا من الاقتراب من السياج الأمني بقوله "يشكل الاقتراب من السياج خطرًا على حياتكم وسلامتكم".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، نزوح نحو 300 ألف فلسطيني من الأحياء الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، إلى المنطقة الإنسانية في المواصي، حسب موقع الشرق.
وكان جيش الاحتلال قد سبق وطالب السكان والنازحين الموجودين شرق مدينة رفح الفلسطينية، الاثنين الماضي، بالإخلاء الفوري، تمهيدًا لبدء عملية عسكرية برية.
وإلى ذلك، أكدت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، واصلت اليوم إغلاق معبري رفح البري عبر الحدود مع مصر، وكرم أبو سالم، المعبر التجاري الوحيد في قطاع غزة.
وذكرت الوكالة أنه "لليوم الخامس على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق معبر رفح، ما أدى إلى توقف كامل لحركة المسافرين، خصوصًا المرضى والجرحى، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، أو نقل المساعدات المتكدسة لأهالي القطاع في المناطق الجنوبية والشمالية، ما تسبب بتفاقم الوضع الإنساني المتدهور، وسط تخوفات من مجاعة وخطر حقيقي".
واعتبرت أن استمرار السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح يعني حرمان سكان قطاع غزة من المساعدات الغذائية والطبية، بوصفه "شريان الحياة لأبناء شعبنا في قطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين".
كما أكدت مواصلة إغلاق قوات الاحتلال معبر كرم أبو سالم لليوم التاسع على التوالي، مع وقف تام لدخول المساعدات.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مقتل أربعة جنود إسرائيليين على الأقل في المعارك المستمرة في شمال قطاع غزة، حسبما نقلت جريدة الشرق الأوسط عن وكالة الأنباء الألمانية.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ217، الذي راح ضحيته 34 ألفًا ,943 قتيلًا، إضافة إلى 78 ألفًا و 572 إصابات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.